شبوة جعلها الله وسطاً بين البحر و الصحراء ، بين السهل و الجبل ، و جعل الله ثرواتها في باطنها و على سطوحها السهلية و الصحراوية ، و جعل أهلها ما بين خشونة جبالها و انبساط سهولها ، و هم بين هذه و تلك إذا و حدتهم الكلمة و الموقف و الإيمان ؛ صارت يدهم واحدة و أنها لا تمتد إلّا للخير و لا تشتد إلّا على الشر .
و شبوة ؛ وطن و مدينة و حي و بيت يحتمي بها أبناؤها جبلاً و صحراء و بحراً ، ويحمونها بدمائهم و أرواحهم ؛ يحمونها وطناً يؤويهم و بيتاً يكنّهم ، و هي الأم التي تغذيهم بالحبل الُُّسرّي الذي يشملهم جميعاً ، و هو الرباط الدموي الذي يربطهم جميعاً بتربها و هوائها و سمائها ، و من الصعب على كل ابن أن يكون عاقاً لأمه ..
شبوة ثروة ؛ ملك أبنائها ، و لن يشاركهم في ثرواتهم أحد لا باسم الوحدة و لا باسم الأقاليم و لا باسم السلاح و لا بواسطة السماسرة و العملاء و الخونة المحتكمين إلى الظن الخادع الذي حكمنا أكثر من ربع قرن ، و حان لنا جميعاً أن نستفيق تحكيماً لمصلحة أبنائنا و أحفادنا و مستقبلهم الذي نريده نقياً من القهر و العهر و الفقر .
شبوة شهوة ؛ نعم هي شهوة ولكن لعواطف أبنائها ، و من العيب أن نعطي عواطفنا لاشتهاء الآخرين من الناهبين و اللصوص والمحتالين ، ومن العيب أن نكون أدواتٍ رخيصة لتحقيق شهواتهم في التمتع بثروات شبوة ، فنحارب إخوةً لنا في البيت الواحد ، و في الحق الواحد ، و في الانتماء الواحد ، و في الغاية الواحدة ؛ حقوق أبنائنا و أحفادنا و مستقبلهم النقي .
النخبة الشبوانية شبابٌ نبت في هذه الأرض ، و تغذّى بما تجود به ، و تنسّم عبيرها ، و ترعرع في سهولها و جبالها و وديانها و أحيائها ، و لم يكن غريباً عنها ، و لن يكون بعيداً عنها في محنتها ، و لن يكون سوطاً مسلطاً على أبنائها و كيانها فقيرةً أو غنيةً .
نحن - أبناءَ شبوة - لدينا ثقة كبيرة في أبنائنا الذين يقدسون انتماءهم لتراب شبوة و أهلها ، و لمستقبلها الآمن ، و لخيرها الواعد ، و للإيمان بالوطن ؛ فحب الوطن من الإيمان ، و هم محبون لوطنهم ؛ شبوة ؛ الأرض و الإنسان بعيداً عن أي ولاءٍ لأي مؤثرٍ عسكري أو سياسي أو قبلي أو ديني مُدّعَى ..
اليومان اللذان مرّا علينا في عتق مرّا مُرّين ؛ مُرٌّين لأنهما في العاصمة و حدودها الخارجية مهددة ، و مُرٌّين لأنهما قتالٌ بين أبنائها و دماؤهم عليهم جميعاً حرامٌ ، و كان من الواجب الديني على الفريقين أن يحتكما لمصلحة شبوة أولاً و أخيراً ، و الوساطة هي في قلبك فحكم أمان أبنك و أبنتك و أبيك و أمك اللذين ينتظرون عودتك حاضناً وطنك و أهله ، لا و اقفاً على القبور نادباً زميلاً و صديقاً و جاراً ..
الأستاذ د ناصر العيشي ـ كلية التربية عتق