أستاذ جامعي يكتب عـن ... شبوة ثروة و شهوة

2019-06-23 19:28
أستاذ جامعي يكتب عـن ...  شبوة ثروة و شهوة
شبوه برس - خاص - عتق - شبوه

     

شبوة جعلها الله وسطاً بين البحر و الصحراء ، بين السهل و الجبل ،  و جعل الله ثرواتها في باطنها و على سطوحها السهلية و الصحراوية ،  و جعل أهلها ما بين خشونة جبالها و انبساط سهولها ،  و هم بين هذه و تلك إذا و حدتهم الكلمة و الموقف و الإيمان ؛ صارت يدهم واحدة و أنها لا تمتد إلّا للخير و لا تشتد إلّا على الشر .

 

و شبوة ؛ وطن و مدينة و حي و بيت يحتمي بها أبناؤها جبلاً و صحراء و بحراً ، ويحمونها بدمائهم و أرواحهم ؛  يحمونها وطناً يؤويهم و بيتاً يكنّهم  ، و هي الأم التي تغذيهم بالحبل الُُّسرّي الذي يشملهم جميعاً ،  و هو الرباط الدموي الذي يربطهم جميعاً بتربها و هوائها و سمائها ،  و من الصعب على كل ابن أن يكون عاقاً  لأمه ..

شبوة ثروة ؛  ملك أبنائها ،  و لن يشاركهم في ثرواتهم أحد لا باسم الوحدة و لا باسم الأقاليم  و لا باسم السلاح  و لا بواسطة السماسرة و العملاء و الخونة المحتكمين إلى الظن الخادع الذي حكمنا أكثر من ربع قرن ،  و حان لنا جميعاً أن نستفيق تحكيماً لمصلحة أبنائنا و أحفادنا و مستقبلهم الذي نريده نقياً من القهر و العهر و الفقر .

 

 شبوة شهوة ؛  نعم هي شهوة ولكن لعواطف أبنائها ،  و من العيب أن نعطي عواطفنا لاشتهاء الآخرين من الناهبين و اللصوص والمحتالين ، ومن العيب أن نكون أدواتٍ رخيصة لتحقيق شهواتهم في التمتع بثروات شبوة ،  فنحارب إخوةً لنا في البيت الواحد ،  و في الحق الواحد ،  و في الانتماء الواحد ،  و في الغاية الواحدة ؛  حقوق أبنائنا و أحفادنا و مستقبلهم النقي .

 

النخبة الشبوانية شبابٌ نبت في هذه الأرض ،  و تغذّى بما تجود به ،  و تنسّم عبيرها ،  و ترعرع في سهولها و جبالها و وديانها و أحيائها  ، و لم يكن غريباً عنها ،  و لن يكون بعيداً عنها في محنتها ،  و لن يكون سوطاً مسلطاً على أبنائها و كيانها فقيرةً أو غنيةً .

 نحن - أبناءَ شبوة - لدينا ثقة كبيرة في أبنائنا الذين يقدسون انتماءهم لتراب شبوة و أهلها ، و لمستقبلها الآمن ،  و لخيرها الواعد ، و للإيمان بالوطن  ؛ فحب الوطن من الإيمان ،  و هم محبون لوطنهم ؛  شبوة ؛  الأرض و الإنسان بعيداً عن أي ولاءٍ لأي مؤثرٍ عسكري أو سياسي  أو قبلي  أو ديني  مُدّعَى  ..

 

اليومان اللذان مرّا علينا في عتق مرّا مُرّين ؛  مُرٌّين لأنهما في العاصمة و حدودها الخارجية مهددة ، و مُرٌّين لأنهما قتالٌ بين أبنائها و دماؤهم عليهم جميعاً حرامٌ ،  و كان من الواجب الديني على الفريقين أن يحتكما لمصلحة شبوة أولاً و أخيراً ، و الوساطة هي في قلبك فحكم أمان أبنك و أبنتك و أبيك و أمك اللذين ينتظرون عودتك حاضناً وطنك و أهله ، لا و اقفاً على القبور نادباً زميلاً و صديقاً و جاراً ..

 

الأستاذ د ناصر العيشي ـ كلية التربية عتق