رجل مسن لم يمنعه تعب السنين من حمل السلاح دفاع عن الجنوب
قال باحث ومؤرخ أن الحرب في الجنوب العربي و اليمن انحصرت اليوم في الجنوب حيث "عمق" الصراع الاقليمي والدولي ، وهي حرب متعددة الوجوه والأطراف ومن المؤكد أن هذا الصراع سيطول مداه بعد إخراج دولة الامارات العربية المتحدة وزيارة الرئيس الروسي بو تين للرياض وتوقيعه حزمة مشاريع مهمة لاول مرة في تاريخ علاقات البلدين .
وقال الباحث والمؤرخ الأستاذ "علي محمد السليماني" خص به موقع "شبوه برس" وجاء في سياقه : أن كل ذلك يحمل مغازي ودلالات لا تخفى على المراقب السياسي ، لاشك أن مفاوضات جدة الطويلة وتعثر جهود الوسيط يجعل من تلك المفاوضات مجرد محطة عبور حتى وان تم توقيعها لتحقيق أهداف مختلفة لكنها بعيدة عن الواقع مما سيضاعف الكلفة على السعودية ويغرقها أكثر في رمال الجنوب المتحركة التي غرقت فيها دول عظمى قبلها.
إن التجربة السياسية المحدودة في الغالب أخطاؤها تكون مفتوحة وغير محدودة وبدون شك فكرة التقاسم التي يلوح بها حزب الاصلاح والحوثي والجنرال "الأحمر" لن تكون مقبولة من قبل شعب الجنوب العربي ولن تكون مقبولة من قبل الدول العظمى الأخرى بل أن حزب الاصلاح والحوثيين والجنرال سيغدرون بالسعودية وسيتضاعف حجم الصراع في الجنوب بأكثر مما عانته السعودية في اليمن خلال الخمس السنوات الماضية مهما بدت لها الصورة مغرية والفكرة جيدة .
إن الحقائق الجغرافية والتاريخية والسياسية والقانونية ليس بوسع احد تجاهلها والقفز عليها ويحصد النجاح والظفر بالغنيمة ، بل قد يكون رأس "غليص" هو المطلوب في قواعد اشتباك هذه اللعبة القذرة ..
وعلى شعب الجنوب العربي أن يكون يقظا ومتحفزا لمواجهة كل الاحتمالات وان تكون حساباته السياسية دقيقة وان لا يحصرنفسه غير في مربع مصلحة استقلاله ويدور حيث تدور هذه المصلحة المتضمنة قيام دولته المستقلة بحدودها وفق المعاهدات القديمة والجديدة المبرمة منذ العهد الانجلو / سلاطيني وحتى عهد دولة استقلال الجنوب العربي (جهورية اليمن الجنوبية الشعبية )، فقد بات من الواضح أن الاطراف اليمنية أغرقت دول التحالف العربي بالخلافات ومزقت وحدتها وأفشلت عاصفتها بدهاء استغل الفراغ السياسي وقلة الخبرة والعلاقات المتينة لأطراف الصراع اليمنية بالمنظمات الصهيونية ومتطرفي صهاينة دولة اسرائيل تلك الجهات التي ترتبط اليمن معها باقدم واوثق العلاقات ، وهي حالة نشاز أنتجت وضع اكثر نشازا والمطلوب ليس فقط إفشال صفقة القرن وإنما ماهو اكبر منها لتحقيق سلام شامل في منطقة الشرق الاوسط وفقا لمقتضيات قرار تقسيم فسطين الى دولتين ، ورسم خرائط جديدة لمخلفات الادارة التركية التي تم التوافق عليها قبل مائة عام في المنطقة..
إن شعب الجنوب العربي قد لقي من اشقائه الكثير من الاذى والكثير من النكران لوجوده ؛ولحقه؛ وشراكته في الحفاظ على الامن القومي العربي ؛ ولكنه تناسى دوره تجاه وطنه وتجاه نفسه وذلك بكل صراحة يتطلب تقييم شامل لمختلف المراحل والمحطات التي مر بها واتخاذ المواقف الصائبة المتبصرة في زحمة وزخم هذا الصراع الذي لن تخرج منه المنطقة سالمة بكل يقين .