المهندس السرورس قبل وبعد السجن 35 عاما
السروري اختفى قسرا 35 عاما في سجون صنعاء وظهر فجأة فأعادته اسرته الى القرية في بني شيبة بتعز
بعد سنوات الاخفاء القسري في سجون صنعاء ( 35) عاما عاد أخيرا المهندس احمد سالم مقبل السروري الى احضان اسرته المكونة من اربعة اولاد واربع بنات في بني شيبة بالشمايتين التابعة لمحافظة تعز.
السروري اشتغل مع شركة امريكية بالطرقات وهو طفلا ونظرا لذكائه الحاد بعثته الشركة للدراسة في الشويفات بلبنان وهناك قاد مظاهرة طلابية احتجاجا على اتفاق كامب ديفيد فتوقف المنحة المالية الأمريكية فقامت روسيا بابتعاثه للدراسة الى موسكو وعندما اكمل دراسته عاد الى صنعاء مهندس مدني وحصل على وظيفة حكومية لكنه تركها فعاد الى التربة فاشتغل موظفا في البلدية وعاد الى صنعاء وهناك غاب قسرا ثلث قرن فاستخرجت اسرته راتب تقاعدي ومازال ساريا حتى اليوم وفقا لمصدر اسري.
من انجازاته صمم البنك المركزي مع زملائه المهندسين وصمم شعار الطيران اليمنية وصمم فندق تاج سبأ وهو رسام مجيد وكان يعشق الحمدي برسوم ابداعية وربما هذا سبب اعتقاله وإخفائه مع كوكبة من قادة حركة 15 اكتوبر الناصرية وقبل اسبوع ظهر فجأة في شارع خولان في صنعاءالعمر دته الاسرة الى قريته" المقابر" في بني شيبة بالشمايتين في تعز كهلا خائر القوى وفاقد الذاكرة حسب قول مصدر مقرب من العائلة.
الرجل فاقد الذاكرة ويتذكر الأحداث قبل اختطافه ولا يتذكر أين كان خلال الفترة الماضية احيانا يقول اسمي محمد العراسي وعند سؤاله من اين انت؟ يقول من بني حشيش وقد عرضه احد اولاده على طبيب نفسي بعد خروجه من المعتقل.
البعض اكد أن الرجل كان مسجونا تحت الأرض في مقر الفرقة الأولى مدرع التابعة لعلي محسن الأحمر مع العديد من سجناء الرأي وأن الحوثة اكتشفوا المعتقل فأفرجوا عن السجناء فيما معلومات تؤكد أن محمد خميس قام بإخفاء العديد من المعارضين لحكم علي صالح واستمر الاخفاء القسري في عهد مطهر غالب القمش في مخالفة لكل القوانين الدولية واليمنية باعتبار الاخفاء خطف وحجز لحرية الانسان يعاقب عليه القانون بالسجن مدة لا تقل عن 25 عاما.
من يعوض هذا الانسان ضياع العمر وقهر السنين وجراح المعتقلات ومرارة الحرمان؟!.
*جهينة اليمن