الإزاحة أو القتل : انتفاضات شمالية ضد القيادات الجنوبية في صنعاء

بعد عقد صفقة الوحدة المشؤمة بين علي سالم البيض ( جنوبي) وعلي عبدالله صالح( شمالي) في 22 مايو 1990م  بدأ مسلسل الاغتيالات للجنوبيين لأن الطرف الشمالي كان يرفض القبول بشراكة الطرف الجنوبي وايجاد مبرر للحرب عليه كما حدث عام 1994م. واحتلال الجنوب.

بعد احتلال الجنوب واصبح غنيمة لهم قبل الشماليون بالوحدة.. اليوم الأمر يتكرر نفسه برفض الشماليون القبول بالجنوبيين حتى لمجرد الشراكة في ابسط صورها . فمنذ ما بعد الاطاحة بحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 23 نوفمبر 2011م وتولي السلطة من قبل عبدربه منصور هادي ( جنوبي ) فرضوه الشماليون كرئيس أما شعب الجنوب فقد عبر ذلك برفضه المطلق للانتخابات الرئاسية الصورية الهزيلة التي جرت في 21 فبراير 2012م. ومع ذلك منذ تلك الانتخابات المشؤمة بدأ من جديد مسلسل الاغتيالات للجنوبيين وبصورة أكثر وحشية ليس على أرض الجنوب التي تشهد ثورة شعبية سلمية منذ عام 2007م ولكن في شوارع صنعاء كتعبير عن الرفض للجنوبيين .

ولان القتل لم يكف وحده فقد بدأت حملة الانتفاضات الداخلية ضد القيادات الجنوبية العسكرية والامنية والمدنية التي تم تعيينها مؤخرا على قلتها كتعبير عن الرفض للقبول بالجنوبيين أن يكونوا شركاء في ما يسمى بدولة الوحدة. فمنذ ايام قامت انتفاضات ضد كل من: 

1.  العميد الركن/ احمد محسن ـ مدير الاستخبارات العسكرية.

2.  اللواء الركن/ احمد سيف محسن ـ قائد المنطقة العسكرية الثالثة ـ مأرب. 

3.  العميد الركن/ فضل مشهور ـ مدير دائرة الاصلاح الفني.

4.  العميد الركن/ عمر عبد الكريم ـ مدير أمن العاصمة صنعاء.

وهناك مسئولين مدنيين وعسكرين آخرين جرت انتفاضات داخلية ضدهم مع أنه لم يمض على تعيينهم سوى بضعة اسابيع.

وهذا ما يدل على أن الشماليين عندما يكونوا غير قادرون على ازاحة الجنوبيين بقرارات سياسية قادرون على ازاحتهم بانتفاضات داخلية في احسن الاحوال مالم فان القتل سيكون من نصيبهم . 

ومع استنكارنا لهذه الاساليب اللا اخلاقية التي تقوم بها دوائر نظام صنعاء ضد الجنوبيين فأن الحقيقة يجب ان تقال, وهي: ان الجنوبيين الذين قبلوا بتعيينهم في مناصب قيادية مؤخرا إنما يضحكون على انفسهم انهم مسؤولون بحق .  فقد تم تعيينهم في تلك المناصب مقابل سلخهم عن قضية شعبهم الذي قدم تضحيات غالية من شهداء وجرحى ومعتقلين في سبيل استعادة حريته ودولته المستقلة . وأنهم يدركون ان ما يسمى بالوحدة ليس لها وجود وإن ما هو قائم بالنسبة لشعب الجنوب هو احتلال شمالي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

* من : المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي.

27 مايو 2013م