في مشهد بات مألوف في العاصمة عدن، دوريات للأمن أو للحزام الأمني تخرج في أحياء المنصورة أو الشيخ عثمان أو دار سعد أو الممدارة ثم تقترب من وكر للخلايا النائمة والمجاميع المسلحة - طبعاً هذه الخلايا تابعة لمليشيا الإخوان “عادي”- فتشتبك معها ساعات ثم بوساطة من قائد أمني كبير أو بطريقة ما او بأخرى ينسحب الطرفان وتعود كل الأطراف إلى جحورها وإلى أن يلتقوا في مواجهات أخرى.
بنفس هذا السيناريو حدثت إشباكات فجر اليوم الأثنين الدامية في مديرية المنصورة، وبحسب رواية أمن عدن وراية الأخ كمال الحالمي قائد الحزام الأمني في المنصورة تقول الرواية المؤكدة ” شوية بلاطجة يريدون فقط زعزعة الأمن، وكانت قد مرت دورية بجانب طاقم تابع للأخ بدر المحسني مسؤول دائرة الرقابة والتفتيش في ألوية العمالقة بالساحل الغربي فأشتبكنا معاه فخرجت عليا مجاميع مسلحة من كل مكان”.
يعني هم شوية بلاطجة بس ” لا تقلقوا” والإشتباكات أستمرت ساعات بجميع الأسلحة وخرجت بلاطجة من كل مكان - مايعرف الامن وين اماكنهم - وتم إستدعاء تعزيزات من الدعم والإسناد ولواء العاصفة وتطلب الأمر تطويق المنصورة من جميع الإتجاهات والمداخل والمخارج، هذا الامر لا يثير القلق عند قياداتنا الامنية وربما ننتظر حتى تسقط عدن ثم يعربون عن قلقهم.
الصراحة إن تكرار الخطأ هو عدم النجاح والفشل بعينه، فإستمرار الخلايا النائمة بتهديدنا في أحياء معروفة بعدن هو فشل ذريع للأجهزة الامنية في بسط الامن الشامل في العاصمة عدن، وقد تحدثنا عن خطورة إستمرار الخلايا النائمة والمجاميع المسلحة بأعمال الفوضى وطالبنا بالسيطرة الحديدية لمواجهة الإرهاب، وسمعنا عن خطط لكنها مع الأسف بلا نتائج.
نحن لسنا خبراء أمنيون ولكن أطقم الساحل الغربي ماذا تعمل في المنصورة؟ ومن سمح بالتمركز لتلك المجاميع وبتخزين السلاح الثقيل والمتوسط داخل المنصورة وخارج سلطة أمن عدن، ولماذا تغيب الدوريات الامنية عن الاحياء والشوارع وتعطي لهذه الجماعات الفرصة بالتمركز والتجمع وحيازة السلاح الثقيل؟!.
عدن منذ العام 2011 تضاعف عدد سكانها أضعاف بسبب النازحين والمعسكرات ونقل العاصمة إليها وبالتالي عدن بحاجة إلى زيادة أقسام شرطة جديدة، وتحريك دوريات راجلة أو دوريات متنقلة على متن السيارات أمنية مكثفة، ونشر كاميرات المراقبة وأرقام هواتف للإتصال عند الخطر، وتفعيل المخابرات الجنوبية حتى يشعر المواطن الجنوبي بالأمان وتكون قوى الامن والشرطة قريبة من كل المواطنين ومتواجدة في كل الأحياء والأزقة والحافات في عدن.
■ عادل المدوري