عسكرة الحياة في عدن والتهديدات الارتجالية الغير قابلة للتنفيذ

قال محلل وكاتب صحفي أن عسكرة عدن وتحديد مهلة 72 ساعة يتبعها إجراءات للسيطرة على الموارد، قرار ارتجالي وتصرف فردي متسرّع لن يأتي بغير التأزيم والعبث بهيبة القوات المسلحة الجنوبية، ويقلل من جحم الإرادة الشعبية على الأرض.. قرار تبعاته على غرار "7 / 7 أخر يوم"!!. غالبا قرارات العسكر تفتقر للسياسة والرؤية والبدائل؛ فتكون بالتالي نتائجها سلبية.

وقال الكاتب "وهيب الحاجب" في تصريح تلقاه محرر "شبوة برس" وجاء في سياقه: التصعيد مهم جدا والتوقيت ممتاز ومناسب جدا، لكن ليس بالارتجال والتصانيف والعسكرة.. فبدلاً من هذه "النزوة" لماذا لم يتم التنسيق مع قيادة المجلس الانتقالي على إعادة العمل بمشروع الإدارة الذاتية، لتتكفل القوات المسلحة بالسيطرة على المنشآت والموارد وتحوليها لحسابات الإدارة الذاتية التي فُتحت سابقا، وتتولى لجنة "الذاتية" التصرّف كحكومة وفق خطة لصرف المرتبات وتشغيل الخدمات، وبالتنسيق أيضا مع السطلة المحلية والمحافظ لملس تحديدا حتى لا يكون هذا التصرف عقبة وإحراج للرجل وتعطيل مهامه.

القرار كان سيبدو قويا وذا أبعاد ضاغطة على التحالف والعالم كله إن كان بإجماع مشترك ومعلن بين القوات المسلحة والأمن وبين السطلة المحلية والقيادة السياسية للجنوب.. أما بتلك الطريقة سيعطي الطرف الآخر حجة أن يدعي بتمرد عسكري.

اتفاق الرياض فشل والشرعية تمردت عليه صراحة، وهذه أكبر حجة للعودة إلى العمل بمشروع الإدارة الذاتية وتطويرها إلى حكم ذاتي وأمر واقع، ولكن برؤية وبمشروع لا بعسكرة ونزوات وتصانيف.