تابعت اليومين الماضين ثلاث مقابلات تلفزيونية مع قيادتين اخوانيتين حميد الأحمر في قناة الجزيرة،وتوكل كرمان في ال CNN الأمريكية وقيادي مؤتمري محسوب على الاخوان هو عبدالعزيز جباري في قناة بلقيس.
القيادات الثلاثة كانت لهجتهم واحدة في القدح بالشرعية وتخوينها واعتبار التحالف العربي فاشلا والدعوة إلى تحالف إسلامي عربي تركي... والتنكر لماضيهم وحاضرهم في الاصطفاف مع الشرعية،ونسوا أن الإخوان كانوا وما زالوا حتى اليوم صناع قرار هادي والمتحكمين بكل مفاصل الدولة العسكرية والمدنية، وكما تنكروا لصالح إبان حكمه،فقدعبثوا وافسدوا وكانوا العمود الفقري للنظام وحينما اختلف مرقدهم وبدات تجفف مصادر إرتزاقهم وفسادهم خرجوا عليه بثورة،معلنين التبرأ منه.
يجمع الثلاثة الكوكباني قاسم مشترك أنهم يديرون استثماراتهم في تركيا،وقد تركوا بلدانهم وقراهم وأهلهم يعبثون بهم الحوثيون،دون أي مقاومة؛فحميد الاحمر كان أول الهاربين وترك قصوره وماله وقبيلته حاشد التي طالما تفاخر بها تواجه مذلة الحوثين وهمجيتهم،وكذلك الذماري جباري،وتوكل كرمان التي يعود أصلها إلى شرعب والمخلاف لم نسمع منها أو من رجال اسرتها وقبيلتها واهلها طلقة بندقية باتجاه الحوثين، في مناطقهم وبلادها ما زالت تحت سيطرة الانقلابين الحوثين حتى اليوم.
الثلاثة الكوكباني ( حميد - كرمان - جباري ) مشغولون باستثمار الأموال التي استفادوا منها منذ بداية 2011م حتى اليوم،وباوامر وتوجيهات تركية خرجوا علينا بقصص ألف ليلة وليلة هذه الأيام لغرض إلهأنا واقحامنا في ألعابهم البهلوانية.
ونلفت نظر القراء أن الحملة الإعلامية الممنهحة التي يقودها الإخوان في إعلامهم تأتي متزامنة مع الهجوم الحوثي العنيف على مأرب،وهذا يدل دلالة قاطعة بأن هناك تنسيق مشترك بين الإخوان في تركيا والحوثين في إيران لتسليم مأرب،وليس بعيدا عما فعله هاشم الأحمر بالجوف قبل شهور.
كان من الفطنة والحنكة السياسية ان يؤجل هؤلاء حملات التخوين على التحالف على الأقل بهذا الظرف،ومأرب بحاجة ماسة للطائرات والصواريخ وللدعم اللوجستي لدول التحالف للحفاظ على مأء الوجه...لكن هذا يذكرنا بسيناريو الإخوان مع صالح ومشاركتهم الحكم في كل تفاصيله ،بل كانوا هم مصدر كل الفساد والعبث،وكانوا هم الحكام الفعلين .
اليوم الإخوان ينقلبون على هادي وعلى التحالف العربي ويكررون نفس السيناريو الذي بداه حميد بالهبة الشعبية عام 2011م على نظام صالح ،والغريب أن أصحاب الذواكر الذبابية من العوام ما زالوا ينساقون مع حديث هؤلاء الكوكباني، ويرون فيه المخرج من المأزف الذي يعيشه اليمنيون دون الاستفادة من تكرار الاخطاء وكما يقول المثل الشعبي: "الدهر فقيه".
*- مكرم العزب