هل المطلوب من الانتقالي تعليق رقاب الافاكين فتحي بن لزرق وانيس منصور

2021-04-30 20:26
هل المطلوب من الانتقالي تعليق رقاب الافاكين فتحي بن لزرق وانيس منصور
شبوه برس - خـاص - عـــدن

 

رد كاتب وناشط سياسي على طلب المنادين بأن المجلس الانتقالي الجنوبي باسكات الأصوات المعارضة بل والمسيئة والمفترية على قضية شعب الجنوب العربي وعلى الانتقالي ذاته بالقول: هل تريدوا من المجلس الانتقالي ان يغلق صحيفة عدن الغد او موقع ... او يلقي القبض على انيس منصور وفتحي بلزرق وغيرهم من الافاكين وذوي الفتن او يعلق رقاب العملاء والخونة على اعمدة الإنارة ليكونوا عبرة للآخرين".

 

وفي موضوع موسوم بـ "التجربة الحوثية وتطبيقاتها على الجنوب" للكاتب "انور السكوتي" تلقى محرر "شبوة برس" نسخة منه ونعيد نشره وجاء فيه: 

 

كثيرون من الجنوبيين ابهرتهم تلك الانتصارات التي حققها الحوثيون على الشرعية طيلة  السنوات الست الماضية، كما اذهلتهم تلك السرعة القصوى التي تمت فيها سيطرتهم على معظم مناطق اليمن الشمالي، وكأن ارض الشمال تطوى للحوثيين طي. لدرجة اصبح فيها غالبية الجنوبيين ينظرون لتلك التجربة الحوثية كنموذج فعال ينبغي ان يحتذى لتحقيق اي انتصار على الارض. فنجدهم في جلساتهم وفي نقاشاتهم يطالبون من (المجلس الإنتقالي الجنوبي) إتباع تلك التجربة والتي ستوصله كما يرون الى كافة اهدافه المنشودة ليقيم دولته المستقلة على تراب ارضه. وهكذا وكأن الامر عندهم ببساطة وكما يقولون: ((قم يالانتقالي و(فرفر) بقوات الشرعية المتواجدة في ابين وشبوة وابسط سيطرتك على كل اجهزة وادارات الدولة واعلن قيام دولتك. حينها ستهرول اليك كل دول العالم للاعتراف بدولتك وكسب ودك)) لدرجة يخال اليك من طرحهم هذا، وكأن كل دول العالم هرولت للحوثيين لكسب ودهم والاعتراف بدولتهم. وهو مالم يتحقق لهم الى الان.

 

وحقيقة ان ما ينطبق على الحركة الحوثية من ظروف هيأتها للظهور وعوامل ساعدتها على الصمود في وجه الالة العسكرية للشرعية والتحالف معا (وهذا يعني انتصارا لهم على الاقل لحد الان) ليس بالضرورة ان يصدق على المجلس الانتقالي الجنوبي، وتحقق له نفس تلك النتائج. فما يصدق على الاولى ليس بالضرورة ان يصدق على الأخرى.

 

فالحوثيون على سبيل المثال ومنذ ان كانت حركتهم جمرة تحت الرماد وهي تلاقي ترويجا" واهتماما" كبيرا" من وسائل الاعلام فضلا عما تلاقيه من دعم مباشر وغير مباشر من دول اقليمية ودولية لم تعد خافية على احد. في حين واجهت الحراك الجنوبي وهي البذرة التي انتجت المجلس الانتقالي الجنوبي ومنذ انطلاقته الاولى الكثير من التحديات وسط تغييب اعلامي متعمد وتضليل مقصود لقضيته، فضلا عن عدم وجود اي داعم مباشر او غير مباشر له بمن فيهم تلك الدول التي وقف الإنتقالي إلى جانبها ضد الحوثيين.

ولن اتحدث هنا عن تعقيدات المشهد وتداخل بل وتضارب المصالح للدول الكبرى فيما يتعلق بمستقبل الجنوب أو اليمن بشكل عام، ولكن سأتطرق الى جزئية صغيرة فعلها الحوثيون وساعدته على تثبيت نفسه في مناطق سيطرته ومحاولته التمدد لغيرها، في حين من الصعب ان يفعل مثلها المجلس الإنتقالي الجنوبي، واقصد بهذه الجزئية طريقة (القمع والارهاب) فالحوثيون ببساطة ولأجل تثبيت انفسهم (داخليا") استخدموا شتى صنوف القمع والارهاب لخصومهم ومعارضيهم السياسيين ولم يسلم من ممارساتهم القمعية دور النشر الصحفي او الصحفيين بل وحتى المفسبكين حيث امتلأت السجون والمقابر بكل  هؤلاء، دون ان نشهد اي تدخل من المنظمات الحقوقية والانسانية تتجاوز التنديدات. ومثل هذه الممارسات تعد ضرورية لأي جماعة كانت اذا ارادت فرض نفسها وهيبتها على الجميع، وهو تصرف ناسب هذه الحركة لانها مجرد حركة مليشاوية. اما المجلس الإنتقالي الجنوبي فتصرفاته محسوبة إذ يحاول التعامل مع تلك الجزئيات بمسؤولية ومن زاوية احترام الأراء وعدم تكميم الافواه او قمع الخصوم، والا فما المانع من خرص كل الالسنة المعارضة والسير على نهج مليشيا الحوثي حتى ولو اضطررنا لسحل الخونة والعملاء كما تفعله المليشيات..

 

فنقول لهؤلاء هل تريدوا من المجلس الانتقالي ان يغلق صحيفة عدن الغد او موقع ... او يلقي القبض على انيس منصور وفتحي بلزرق وغيرهم من الافاكين وذوي الفتن او يعلق رقاب العملاء والخونة على اعمدة الإنارة ليكونوا عبرة للآخرين.

 

بالطبع هناك طرق واساليب اخرى مشروعة وفعالة فعلها وسيفعلها المجلس الإنتقالي الجنوبي لتحقيق هدفه المنشود من دون السير على خطى المليشيات، خاصة وان الحاضنة الشعبية في الجنوب إلى جانب الإنتقالي، اما تلك الاصوات النشاز فهي قليلة جدا، لايكاد يسمع لها صوتا لولا انها تجيد النهيق. فلا مشكلة فيهم ولكن المشكلة تكمن في تحديد متى ساعة الصفر......