كنت واحدا من أشد منتقدي إتفاق الرياض ولا زلت ، واعتبره بمثابة حبل المشنقة بالنسبة للإنتقالي ، الذي وضع بعنقه من قبل الساسة الدوليين والإقليميين من أجل القضاء عليه ، ولم ينقذ الإنتقالي من الموت المحقق ، إلا ثبات الكرسي الذي كان يقف عليه ، والذي هو قاعدته الجماهيرية في أوساط شعب الجنوب .
لقد كنت مستغربا من برجماتية الإنتقالي ، التي انتهجها في إتفاق الرياض ، اليوم تأتي التصريحات الأمريكية والبريطانية والفرنسية لتجلي هذا الاستغراب ، ولتؤكد إن براجماتية الإنتقالي في إتفاق الرياض ، كانت نتيجة للضغوط الدولية والإقليمية عليه . اليوم ليس ليس هناك من مخرج لدى الجنوبيون ، سوى إن يسترشدوا بالآية الكريمه التي تقول : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) ، وإن يعتمدوا على أنفسهم ، ويعززوا من وحدتهم وصمودهم ، وإن لا يساوموا أبدا على هدفهم الاستراتيجي ، المتمثل في إستعادة الجنوب ، وبناء دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية فيه .
*- سالم صالح بن هارون ـ عتق