ماذا بعد التفجير؟

2022-06-29 22:55

 

عمل إرهابي جديد هز الجنوب العربي ضمن حرب غاشمة شاملة تشنها قوى الشر والإرهاب التي تضع على رأس أجندتها استهداف أمن الجنوب وزعزعة استقراره.

 

التفجير الذي وقع اليوم في خورمكسر بالعاصمة عدن واستهدف مدير أمن لحج، اللواء صالح السيد، يحمل استفزازا كبيرا وقوبل بغضب شعبي جارف، يعبر عن حجم المطالب الشعبية في التخلص من كابوس الإرهاب.

 

وفيما لا يعتبر هذا التفجير الإرهابي عملًا مستغربًا، فإنه يجدد الحاجة الماسة إلى ضرورة العمل على تطهير الجنوب من وجود العناصر الإرهابية، التي دفعت بها قوى صنعاء الإرهابية لتكون سلاحا في صناعة الفوضى الشاملة بالجنوب.

 

تطهير الجنوب من خطر الإرهاب يتطلب عدة إجراءات، أهمها الدفع نحو إخراج المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت كونها مفرخة لتحرك العناصر الإرهابية إلى الجنوب.

 

هذه المنطقة لا يزال يحظى جنرال الإرهاب المدعو علي محسن الأحمر بنفوذ فيها، وتدفع بالكثير من العناصر الإرهابية لتنفيذ اعتداءات في مناطق عديدة بالجنوب تعبيرا عن رغبة انتقامية الأحمر الذي أزيح به من المشهد جسديا لكن أفكاره وتوجيهاته لأتباعه يبدو أنها لا تزال حاضرة.

 

حتمية تطهير الجنوب من العناصر الإرهابية لا تقتصر على وادي حضرموت، بل هناك ضرورة لإخراج هذه العناصر من كل الأنحاء والأرجاء، وذلك بعدما اتبعت قوى الشر سياسة نشر الإرهابيين على أوسع مساحة ممكنة من أرجاء الجنوب، لتتمكن من التوسع في عملياتها الإرهابية.

 

كما أن هناك ضرورة ملحة لإيجاد حل لأزمة إغراق الجنوب وتحديدا العاصمة عدن، بالعناصر التي تدخل تحت زعم أنهم نازحون، لكنهم يمارسون في الأساس هجرة اقتصادية.

 

بواعث خطر وجود هذه العناصر لا يتعلق فقط بطابع اقتصادي معيشي فيما يخص الدفع نحو تعقيد الأزمات الحياتية، لكن الأمر يشمل تهديدا أمنيا باعتبار أن هذه العناصر يتم الدفاع بها إلى الجنوب ومن ثم تنفذ عمليات إرهابية.

 

في الوقت نفسه، فإن المجتمع الدولي لا يجب أن يتعامل مع التفجير الإرهابي باعتباره مجرد حادث عابر، فتلك الازدواجية في التعامل تتيح لقوى الإرهاب أن تتوسع في جرائمها.

*- شبوة برس ـ المشهد العربي