الاعدام الاعلامي.

2022-11-20 18:06
الاعدام الاعلامي.
شبوه برس - خـاص - عتـــق

 

تمثل وسائل الاعلام المعاصر حقيقة وجوهر النظام الكوني الجديد الذي يسعى لاحلالها كاجهزة رقابية صارمة على الانظمة التي جرى تدميرها في العالم العربي ، وتخليصها من انظمتها القمعية والبولبسية مظلة غطاء كل موبقات قاداتها واباطرتها وازلامها .

وشرع النظام الدولي وبطريقة خفية وذكية في تطبيق اول مبادئ نظرياته الاعلامية الحديثة في اليمن ، و حقف نتائج مذهلة على طريق التطبيق العملي لها ، وتمكن  بقوتها الدولية الناعمة والفائقة الملمس ، من ابادة رموز المرحلة وقياداتها  . واجتثتهم من قرار . رمتهم بلا رحمة في مزبلة التاريخ .

حكمت عليهم بالموت وهم لايشعرون ، بل سادرون في نعم الدنيا ، و مفاسدها .  لايستحقون الحياة اصلا .

وجرت عملية اختيارهم للموت بعناية فائقة ليكونوا  الدرس القاسي لحكام المنطقة وقياداتها .

و تواصل المكائن الصماء شديدة الامانة والذكاء قطاف رؤوسهم ، ودفنهم احياء في ذاكرتها الخلوية التي لا تبلى ولا تموت ،  وسط صمت اللحظة .، مسجون في صحائف الاجرام والفساد والاحتراق السياسي كل يوم حتى بعثهم ليوم الحساب المنتظر الذي لا مفر منه كيوم القيامة . ولن ينجو احد منها ، وبالطريقة التي اغتيل بها اولهم سيغتال اخرهم بالحق ، وهم لايظلمون على تغييب عقول الناس عنها ، وقلة اداراكهم لها ، لكنها بالتأكيد تأخذ بمنهجية البحث والقيد والدارسة والتحليل حتى تتحول الى اداة فاعلة وقاتلة وغير قابلة للتشكيك .

وتشير مصادر خفية بممارسة الاعدام المعنوي سريا بحق هولاء القيادات الميؤس من صلاحهم ، واستجابة اخرين للانجراف في تيار المفاسد والملذات طوعا و كراها ، و اصبحو ضحاياها وهم  يرزقون في وقت لا ينفعهم الندم ، ولا الشفاعة من عين  رقيب صماء تحصي الانفاس .

قاومة دول متقدمة الفكرة وايديتها اخرى ، وحكمت بافضليتها في تعزيز النزاهة القيادية وتحقيق العدالة القيادية واطباق الخناق على الفساد والقضاء المبرم عليه ، وتقليل شبهاته الى ادنى المستويات ، وخاضت حروبا خفية في سبيل الانتصار لها ، واثبات انها من وسائل حماية الحريات الخاصة لا الانتقاص او محاولة المساس بها .

واعتمدت الولايات المتحدة منهجية العمل بالنظام الاعلام الحديث ، عقب  المتغييرات السياسية الكبرى التي  اجتاحت بلاد العرب ، واخضعت افرازاتها من الانظمة للنظام الرقابي الآلي الصارم المكلف باطلاق رصاصة الرحمة على الفاسدين منهم ، ومنحهم كود وفاة اكتروني سري قابل للكشف عنه لاحقا  .

ولم تكن الفكرة من نسج الخيال ولكنها تطبيق عملي وعلمي صادق للمثل القائل طير ياطير والقصة في الذاكرة بدلا من الخيط بيدي  .

وحققت التجربة نجاح يفوق كل التوقعات و جندلة رقاب رموز وقيادات المرحلة في اليمن ، ومنهم من قضاء نحبه ، ومنهم من ينتظر .

*- عمر الحار