ليس من حق أي أحد ان يحمل كاميرا تليفونه ويذهب للأسواق يصطاد العابرين ، يفتش في صدق إيمانهم يقيس بإبرة الترمومتر درجة إسلامهم ومعارفهم الدينية.
مايحدث الآن في أرياف الجنوب ، هو نفسه ماحدث عقب غزو ٩٤ حيث تم إتهام أبناء عدن وسائر المناطق بنقص تدينهم ، وعدم صحة عقود النكاح ومطالبتهم بتجديد إيمانهم ، والنتيجة غرس فكرة تقود إلى التكفير وإستباحة الدم.
الولد اليافع المندفع ربما ببراءة ، في إستكشاف درجات التدين بين الناس في إحدى مناطق يافع ، هو نتاج تربية مغلقة لدعاة يغزون الإرياف ينشرون مدارسهم السلفية ويجهزون خميرة التطرف وغداً أحزمة الإنفجار.
في الجنوب هناك لغة متدنية في فرز الناس حسب المناطق حتى في الصف والمعسكر الواحد ، الآن نحن أمام سجال من هو أكثر تديناً من الآخر ، مثل هكذا سجال لن ينتهي بالكلمة والموعظة الحسنة بل بالتكفير وإتهامات الردة والرصاص.
من يُحاكم في هذا العمر المبكر ثقافة الناس الدينية ويتهمهم بالنقصان ، هو نفسه غداً حين يشتد ساعده قليلاً سيلبس عدة الموت ، ويذهب لتفجير أعراس عدن وشواطئها ومولاتها بحجة عدم جواز الإختلاط.
لا أحد مع سجن هذا اليافع ، ولكننا مع إعادة صياغة مفاهيم التعايش ،وتعليم أولادنا مايجب ومالا يجب أن يُفعل ويُقال ، وأهمها محاكمة المعتقد ، وأين تنتهي حريتك وأين تبدأ حرية الأخر.
خالد سلمان
.