على رسلكم يا "أرخص سماسرة" تسمسرون بحضرموت في أسواق النخاسة

حاولت بريطانيا العظمى تقسيم الجنوب العربي من خلال التسميات النواحي التسع ثم مستعمرة عدن والمحميات الشرقية والغربية هروبا من الاسم التاريخي للمنطقة العرب الجنوبيون (الجنوب العربي) ثم الامارات العربية الجنوبية.. وكل تلك المحاولات لم تحقق هدف سياسة فرق تسد التي يستخدمها المحتلون في كل مراحل التاريخ ولم تجد مناصا في الاخير غير التسليم بالحقيقة الجغرافية والتاريخية للمنطقة الجنوب العربي وبدأت تتراجع عن تلك السياسة فرق تسد مستخدمة الاسم الحقيقي للمنطقة "الجنوب العربي" وشجعت على قيام حكومة تتهيأ لاستلام الاستقلال وانبثقت حكومة اتحاد الجنوب العربي للمنطقة غربها وشرقها وسكت عملتها وعلمها ونشيدها واذاعتها غير أن سلطنات القعيطي والكثيري وسقطرة والبر وقشن تأخرت في الالتحاق بحكومة اتحاد الجنوب العربي بسبب عوامل داخلية وأخرى خارجية.

جاء الاستقلال في 30 نوفمبر1967 والمنطقة مهيأة لوحدة جغرافيتها وديموغرافيتها ومصالحها.. وهاهي عصابات اليمن تنشط سوق النخاسة مع اقتراب استحقاق الجنوب العربي بقيام دولته المتحدة المستقلة وتشجع رخصاء السماسرة باسم إقليم حضرموت التابع لعصابات اليمن أو دولة حضرموت الصغيرة على مقاس احجامهم الأصغر من الوطن الذي يتصدى لمشاريع الشرق الأوسط الجديدة وغيرها من المشاريع المعادية لدول وشعوب المنطقة.

أن التركيز على تقسيم جغرافية الجنوب العربي توجه عكس الواقع على الأرض فشعب الجنوب نسيج اجتماعي عرقي واحد ووسطي يتعايش مع كل الثقافات وجغرافيته غير قابلة للتجزئة الطبيعية كما أن تلك الجغرافيا التي توجد فيها مصالح دولية متعددة تتطلب وجود شعب متجانس غير متنافر ودولة قوية لحماية نفسها وحماية تلك المصالح الدولية المختلفة وهي عوامل متوافرة في شعب الجنوب العربي من المهرة شرقا إلى المندب غربا.

أن التوجه الإقليمي والدولي السليم والصائب سيكون حيث التنافر السكاني والتعدد العرقي والديني والمذهبي والفوضى التي تهدد المصالح الإقليمية والدولية المتعددة بثقافتها المتطرفة القائمة على العداء للآخر ودعاوي الاطماع التوسعية والنزعة العدوانية الطاردة للدولة والطاردة للتعايش الداخلي ناهيكم عن التعايش مع البعدين الإقليمي والدولي.

فعلى رسلكم يا ارخص سماسرة في اسواق النخاسة الدولية لمشروع الشرق الأوسط الجديد فهو لاينطبق على الجنوب العربي وشعبه .

الباحث/ علي محمد السليماني باحث ومؤرخ ـ رضوم شبوة