كان القاضي الرئيس عبد الرحمن الإرياني من أشد المعارضين لدخول الشمال الحرب ضد الجنوب في ٧٢، ومن بين أسباب معارضته التي وجهها للضباط والمشائخ ورجال السلطة دعاة الغزو، رداً على رسالتهم له بإمكانية دخول عدن خلال ساعات ، نورد الفقرة الثانية ، كما جاءت نصاً في مذكراته الجزء الثالث:
ثانياً:
“الإحتمالات كبيرة جداً لإنتصار المجانين في عدن،لأنهم أولاً مدافعون، ولأنهم ثانياً عقائديون سيقاتلون بإستماته ، وبذلك تكون اليمن الشمالية قد تحملت وزر الحرب الذي عملت له،وعادت بخيبة الهزيمة وذلها وعارها،إضافة لما تحمله حمى الإنتصار من عجرفة وتحكّم، وكأنني أرى فصلاً من فصول الحرب الإسرائيلة العربية”، في إشارة لقدرة الجنوب على حسم المعركة في ساعات كما فعلت إسرائيل في حرب ٦٧.
نورد هذه الفقرة لنذكر دعاة غزو الجنوب ،بأن المجانين مهما أختلفت سحناتهم وأرضياتهم ومنطلقاتهم السياسية ، دفاعاً عن الجنوب مازالوا في متراس الحق والقضية العادلة ، لم ينكسوا بنادقهم ولم تفلت أصابعهم عن الزناد.
وفي الأولين والآخرين: سلام لمجانين عدن.
*- خالد سلمان