لا قبول لأي حلول و مشاريع ترقيعية،و لا سلم و سلام في منطقتي اليمن و الخليج العربي دون استعادة الدولة الجنوبية ، و فك الإرتباط مع صنعاء ، و لو طال الزمن
الشعب الجنوبي يعيش ظروفا اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة بل و لم يعرفها التاريخ العربي المعاصر…و على حدودها تتمتع غالبية أهل الخليج بالنعيم و الجاه و الغنى الفاحش
يتم هذا على مرآى و مسمع الحكام العرب و في مقدمتهم حكام و صانعي القرار في دول الخليج العربي خصوصا تلك التي بادرت منذ سقوط اليمن الشمالي بين أيدي الحوثي باللجوء إلى منطق القوة من خلال التحالف العربي. و فشلت في مساعيها العسكرية ليصبح نظام الحوتي الموالي عقائديا و استراتيجيا لطهران، أمرا واقعا، بل ودخلت في مفاوضات معه، أي أنها اقدمت على اعتراف إن لم يكن صريحا فهو ضمنيا بأن الحوتي هو الذي يتحكم قي مقاليد الحكم في صنعاء سياسيا و عسكريا
خسرت دول التحالف الخليجي معركتهما مع الحوتي، مما زاد الطين بلة، و في الوقت ذاته لم تولي اي اهتمام يذكر للاوضاع الانسانية المزرية بل و المأساوية في المحافظات الستة في جنوب اليمن أو الجنوب العربي الذي يحلو للجنوبيين تسمية محافظاتهم
القضية الجنوبية التي تعتبر يحق أساس أي حل نهائي و دائم لأزمة اليمن منذ فشل الوحدة الاندماجية بين شطري اليمن، هاته الأزمة بابعادها السياسة و الاجتماعية و الامنية و الجيوسياسية لم تراوح مكانها بل تتطور بشكل مخيف فوق طاقة و قدراتك المواطن الجنوبي.و يظل الشعب الجنوبي يدفع غاليا ثمن ما يسميه البعض باللامبالاة و عدم الإكثرات، و انعدام الخد الأدنى من الإنسانية ، و البعض الآخر بالحسابات الإقليمية الضيقة ، و تضارب المصالح الإستراتيجة لدول الجوار
رغم هذا و ذاك لن تستطيع أي قوة إزاحة الجنوبيين من أرضهم،و إصرارهم على استعادة دولتهم لما قبل العام 1990. و يظل الاستقلال عن صنعاء هو الخيار المنطقي و الذي يتجاوب مع متطلبات الشعب الجنوبي الذي قدم الآلاف من الشهداء و لايزال إلى حدود كتابة هاته السطور
*- توفيق جزوليت ـ أستاذ القانون الدولي جامعة محمد الخامس الرباط