حتى لا يتواصل الفشل في السلام كما في الحرب

2023-08-27 09:41
حتى لا يتواصل الفشل في السلام كما في الحرب
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

 

"السلام الدائم بين عدن و صنعاء، يقتضي الإعتراف الكامل بالحقوق الوطنية و السياسية لشعب الجنوب في أرضه"

 

كل حديث عن السلام في اليمن و الجنوب العربي او إعادة الإعمار لا يعدو كونه كلاما سياسيا فارغ المحتوى.

 

طالما أطراف الصراع في هذه الحرب الكارثية بشكل او بآخر سواءا منها المحلية او الإقليمية و الدولية لا تزال بعيدة عن عن تشخيص جذورها و اسبابها الحقيقية و الجيوسياسية.

 

ليس خافيا على كثيرين تاريخ الحروب في هذا الاقليم منذ قرن من الزمان اي منذ ظهور سلطة الأئمة في صنعاء و نزعتها التوسعية، و ما تزامن معها من عوامل محلية اخرى،

 

أولها وأهمها فشل بناء دولة مواطنة حقيقية في صنعاء التي تقوم على أساس الدولة الوطنية الجامعة.

 

 و ثانيها هي الحقوق الوطنية لشعب الجنوب الذي يتعرض للغزو اليمني منذ قرون ليس اخرها ما جرى في ٩٤م و ٢٠١٥م، و حقه في الخروج من مشروع الوحدة الفاشل و استعادة هويته و إقامة دولته المستقلة.

 

أما ثالثها هو سيطرة جماعة عنصرية طائفية منحرفة في،صنعاء ترى في نفسها انها صاحبة حق إلهي في الحكم وتريد العودة بالصراعات إلى ما قبل ألف و اربعمائة عام.

من دون أدنى شك أن التنافس الإقليمي و الدولي على الممر البحري المهم جدا للاقتصاد العالمي في باب المندب و خليج عدن اللذان اصبحا مركزا لتنافس الدول الكبرى و جعلها تتسابق على بناء قواعد عسكرية في المنطقة وكذلك حروب الطاقة التي ما ان تستقر حتى تظهر ازمة جديدة اخرى، جميعها تلعب دورا سلبيا في التأثير على هذه الحرب و إدارتها.

 

من هنا نقول ان كل الحديث الحالي عن محادثات اسلام أو إعادة الإعمار ما هي إلا هروب من مواجهة الإستحقاقات الواقعية و الجيوسياسية الأساسية و تقديم حلول حقيقية لهذه الحرب التي خلقتها قوى الهيمنة اليمنية و اختطفتها ايران لتجعل منها جزء من حربها الإقليمية للدفاع عن نظامها و منعه من السقوط من خلال وكلاءها في صنعاء وبغداد و دمشق و بيروت.

 

ان الولايات الولايات و المجتمع الدولي، على الأقل في ظل إدارة الديمقراطيين، لم يقدموا اي تصور عملي حتى الآن على الأقل عن ما هو مشروعهم للسلام في نظرهم و إنما أحاديث لا تخلو من عدم الجدية، و بالطبع طالما أن مصالح المجتمع الدولي و خصوصا امريكا لم تمس مباشرة بشكل مؤذي سوف لن نشهد اي تحرك جدي لإحلال سلام يقوم على تحقيق العدالة و منع قيام أي حرب مستقبلية.

 

 و لهذا يمكن القول إن الحرب في اليمن و الجنوب العربي مستمرة، و إن تراجعت في حضورها الاعلامي لكنها لم تتوقف و ان باشكال اخرى كالارهاب، حتى الهدنة التي تم التوافق عليها قبل عام و نصف و لم يتم تجديدها لم تمنع المواجهات شبه اليومية على الحدود الدولية بين اليمن و الجنوب.

 

طالما أسباب الحرب و جذورها لا تزال حاضرة بقوة حتى اليوم و لا يوجد أي توجه لإقتلاعها،

فعن أي سلام أو إعمار يمكن الحديث؟

 

د. حسين لقور #بن_عيدان