قراءة في مفهوم الشرعية في اليمن

2023-08-30 00:02

 

للشرعية معنى فضفاض في العلوم السياسية لكنها في المجمل تعني السلطة المنتخبة من قبل الشعب التي تحضى بتأييد شعبي واسع غير منقطع وتملك الحق لممارسة الحكم.

كما أن الشرعية السياسية شرطا اساسيا للحكم، ولا تكون السلطة شرعية إلا إذا استمدت شرعيتها من الشعب "المحكوم".

ومن معرفة مفاهيم "الشرعية" ومعناها، فإن الحكم في اليمن بعد ٢٠١٢م، اي بعد تسليم علي عبدالله صالح السلطة قد فقد الشرعية الحقيقية بمعناها السياسي كنظام سياسي فاعل دولياً.

لكن تدخل الدول الأجنبية في الأزمة اليمنية نتج عنه المبادرة الخليجية التي شرعنت لعبدربه منصور حكم اليمن بانتخابات تكاد تكون فاشلة، وبما انها حددت فترة رئاسته بسنتين فقط واسمتها "انتقالية" تنتهي في فبراير ٢٠١٤م رغم تجاوزها الدستور الا انها ضمناً تعتبره غير شرعي بعد التاريخ أعلاه .

 

وبعد انقلاب الحوثي في ٢٠١٥ قبضوا على هادي واجبروه على تقديم استقالته في ٢٢ يناير ٢٠١٥م، وقدمها لبرلمانهم فعلاً، لكنه تمكن من الفرار إلى عدن ومنها إلى سلطنة عمان.

استدعته السعودية ونقلته إلى الرياض وشكلت تحالف ضم عدداً من الدول لمناصرته واعادته إلى حكم اليمن بعد أن قالت انه قدم طلباً لها بالتدخل للقضاء على الانقلاب الحوثي بصفته الرئيس الشرعي.

 

هذه قصة "شرعية" حكومة عبدربه منصور بإختصار التي وصفها بها التحالف وخاصة السعودية بالرغم ان الدستور اليمني قد حدد فترة الرئاسة والبرلمان بفترة محددة ممنوع تجاوزها! اي انه بعد ٢٠١٤م لم تعد الشرعية موجودة لا حكومة ولا برلمان.

إذاً أين هي الشرعية في اليمن؟

وماذا أبقى منها انقلاب الحوثي وسيطرته على معظم اليمن؟

 

بالعودة إلى مفهوم الشرعية في اليمن التي تتمسك بها دول التحالف وتقرنها ب "المعترف بها دولياً" وفي حقيقتها "الغير معترف بها شعبياً" لأنها فقدت شرعيتها دستورياً وغير موجودة على الأرض إنما هي عبارة عن مجموعات حكمت بلا شرعية لكن التحالف شرعنها لتبرير تدخله في اليمن، هذه القطعان تتنقل من مكان إلى آخر بصفه لاشرعية وصرفيات مهولة على حساب الشعب ولا تملك من معنى الشرعية السياسية شيء.

إذاً ماهو موجود في اليمن شمالا وجنوبا حكم غير شرعي فلا رئاسة شرعية ولا حكومة شرعية ولا برلمان، إنما أشخاص رأى فيهم التحالف أدوات لردم الهوة الناتجة عن انهيار الدولة بعد سقوطها بشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" وها قد سقط النظام رغم مساوئه لكنه أسقط الشرعية الدستورية معه.

 

عبدالله سعيد القروة

٢٨ أغسطس ٢٠٢٣م