حسابات حماس

2023-10-13 11:00

 

المنطقي ان تعرف حماس -وهي سلطة امر واقع في غزة- حقيقة اعدادها وعدته وحقيقة موازين القوى وهي تنطلق بطوفانها. ومن السابق لاوانه تقييم حساباتها ، فلم يحـٍن وقت تقييم التداعيات على مختلف الصُعد الذي سيقاس بمدى صمودها وقدرتها على المقاومة واثخانها في عدوها رغم بشاعة المجازر والتجريف الذي سيناله القطاع ، مع ان بوادرها تلوح في الافق ، اللهم ان الطوفان ادخل التطبيع في موت سريري و"لخبط اوراقه"

 

لو اتخذت قرارها معتمدة على اي نظام عربي فذلك غباء سياسي مفرط الا اذا استطاع الطوفان ان يشعل نيران تهدد باحراق الجميع، واما الشارع العربي فمثخن وسينصرها بمظاهرة او تغريدة عرمرمية ، ولن تلتفت تركيا الاردوغانية ل"غزة" ، اما محور ايران وتوابعها من حزب الله ، وانصار الله ، وحشد ، وشبيحه ، فسينصب خيمة ، وخطاب تلفزيوني  عبر دائرة مغلقة يهدد بالرد القاسي ، وهاشتاق تغريدات ، ويكتفي ببضع طائرات شراعية لرفع الحرج ،  وقد قيل قديما لصلاح الدين الايوبي: كيف تقاتل الرافضة والمسيحيين في القدس!!؟

 

فاجاب؛ لا اقاتل الصليبيين وظهري مكشوف للشيعة!!

 

 اي معركة مهما كانت عدالة قضيتها ، تنتصر على القاعدة الربانية (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا ۚ فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ۚ وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله ۗ والله مع الصابرين)...الانفال

مع تكافؤ العدة والعتاد او تقاربه !!

 

 اسرائيل ستثأر لترميم هيبتها وتملك جيشا قويا وآلة تدمير رهيبة وحلفاء اقوياء عسكريا وماليا واعلاميا ، وعملية طوفان الاقصى اذلت طبقتها السياسية واذلت جيشها ومخابراتها، بل اذلت الغرب الذي وقف بصوت واحد مع اسرائيل ، واحدثت ضررا لوحدات الاحتياط ، وشرخا في المجتمع الاسرائيلي وستقوم اسرائيل بعمليات ثارية قوية وابادات جماعية ثم قد تتجه بعدها - اذا تعرضت لضغوط دوليه-  للدخول جديا مع الفلسطينيين في حل يعطي الفلسطينيين بعض ارضهم وليست سجون جماعية كحال "غزة" ، كعملية السلام بعد حرب اكتوبر ، فالطوفان اثبتت لاسرائيل ولحلفائها ان نظرية أمنها محال بدون اعطاء الفلسطينيين وطن له مقومات الوطن ولو طبّعت معها كل الدول العربية فلن يتحقق امنها!!

وفي الجانب الاخر اكّدت هذه المعركة لحماس ان محور المقاومة مجرد وهم لن ينتصر لها ايضا

 

قد تسلك اسرائيل طريقا اشد قسوة ودمارا فتقتدي في ردها ب"محور الجهاد" وماعمله من تجريف في الحواضن السنية في العراق وسوريا وما الحقته آلة الدمار الامريكية والروسية فيهما ؛  وما ارتكبته مليشيات الجهاد الشيعية من دمار ومذابح في الفلوجة والموصل والانبار وغيرها فحولتها الى خرائب وقتلت رجالها وشبابها شتت بقية سكانها في الافاق لجؤا ونزوحا ، بمعنى اوضح "تغيير الخريطة السكانية" ، ولن تتدخل روسيا فايديها ملوثة بدماء السوريين  والتها العسكرية وجنودها حولت حمص وحماة وحلب وادلب وغيرها الى اكوام خراب ، وقتلت الالاف بالتعاون مع مليشيات المجاهد حسن نصر الشيعية ومليشيات الحشد الشعبي الشيعي العراقية وشبيحة الاسد العلوية وشتت اهلها نزوحا ولجوءاً في الافاق وتم تغيير الخرائط السكانية فيها

 

اذا اقتدت اسرائيل بها من باب ان "فضل السبق لمحور الجهاد " ، فانها ستدفع بموجات لجوء كبيرة الى سيناء لن تقبلها مصر لانه يعني ان تكون سيناء وطن بديل للغزاويين وقد تتخذ الحرب بُعد اقليمي

 

معركة غزة "بداية صفحة " مهما كانت نتائجها ، ستضع المنطقة في فوهة بركان قد تتجاوز حدود غزة ، ورغم ذلك فان اسرائيل مهما دمرت ومهما قتلت فلن يتحقق لها امن ولا لشعبها أمان إذ سينبعث الفلسطيني اشد قوة وقسوة كالمارد مهما اثخنوه حتى يحصل على وطن وليس سجون جماعية

 

12 اكتوبر 2023م