الإرهاب في اليمن يصمت بتوجيهات وينطلق بتوجيهات

2024-02-18 21:34

 

الإرهاب المسيس يضرب ثانية في عدن، ويغتال نجل المسؤول الأمني في المجلس الإنتقالي ، وهو القيادي المستهدف أساساً من تفجير سيارته بعبوة لاصقة .

الإرهاب في اليمن يصمت بتوجيهات وينطلق بتوجيهات ويتحول إلى حالة كمون وترقب بتوجيهات،  ووفق مقتضيات الأهداف السياسية المراد تحقيقها.

واشنطن تسمي الحوثي بالجماعة الارهابية، فيُخرج مجاميعه من تحت الارض لتمارس أقصى أنواع الإرهاب، بتخطيط لوجستي معلوماتي مثلث الرؤوس، يمتد من البيضاء إلى المنطقة الأولى وحتى حشد تعز تحت عنوان التخادم ، للتشويش على قرار التصنيف وتوجيه رسالة أن القرار الإمريكي إنحرف عن وجهته، وأن القاعدة وداعش هما أولى بهذا الحشد العسكري الدولي  ، وأن فعل الحوثي  في البحر الأحمر سياسي مشروط بتداعيات حرب غزة.

مالا يعرفه أو يعرفه الحوثي ويقفز عليه ، إن واشنطن لا يعنيها الداخل اليمني ، ولا شظايا الإرهاب التي لاتصيب مصالحها، وأن توصيفات التطرف طالما هو غير متجاوز للجغرافيا الوطنية يبقى قضية ثانوية ، يمكن التعاطي معه بإشراك وتدريب أجهزة الأمن المحلية مع عمليات اسناد محدودة للدرونز  ، في ما الحوثي وهو يهدد في الصميم الإقتصاد العالمي وإقتصاد الطاقة ،ويضع مناطق وحقول إنتاج النفط والغاز تحت سلطة صواريخه ، ويتداخل مع ملفات إقليمية مشتبكة بين إيران وواشنطن والمنطقة  ، فهو يتسلق سلم أولويات  الأمن القومي الإمريكي كجماعة عالية المخاطر .

في اليمن يوجد إرهاب عابر للحدود متداخل  الأهداف،  موجَّه لخدمة أجندة إقليمية،  يدار من طهران ويمثل راس رمحه الحوثي ، ولدينا في اليمن أرهاب آخر داخلي ، تتخادم فيه الجماعات الدينية بمختلف مسميات مذاهبها ومرجعياتها التكفيرية ، وتنتظم بسياق واحد: تصفية خصومات سياسية، جماعات دينية ربما تدعي الإختلاف بالتفاصيل ، ولكنها تتفق على تدمير المغاير جغرافياً ومشروعاً سياسياً.   

كل تدمير يحدث في الجنوب ، يعزز بالنتيجة سلطة الإرهاب في الشمال ، ترابطية لم ترتقِ لفهمها بعض مكونات  الخارطة ، لذا هي تشتغل في مربعات معزولة،  ويحتفي البعض منها بكل عملية إرهاب ترمي بدمويتها جنوباً.