تستعد عاصمة وادي حضرموت، كبرى محافظات الجنوب، في مهرجانها الكبير للتأكيد إن هوية شعب الجنوب ليست مجرد اسم أو ماضياً يُحكى، بل هي جذور ضاربة في أعماق الأرض، تربط الجنوبيين بتقاليدهم وتراثهم وتاريخهم المتنوعة. هذا التاريخ الممتد منذ آلاف السنين هو ما يجعل شعب الجنوب على دراية تامة بأن الاحتلال لا يمكن أن يسلبهم هويتهم ولا يمكن أن يمحو وجودهم. من المهرة الى باب المندب، يتجدد الانتماء وتتعمق المحبة لهذا الوطن، بكل تفاصيله، فهو إرث الأجداد وأمل الأجيال القادمة.
هذه الفعالية سيرفع فيها بقوة أصواتنا معاً لنقول لكل قوى الاحتلال من ميليشيا الإصلاح والحوثي: هذه الأرض ليست مكاناً للغرباء، وهذه الأرض لن تخضع لقوى تريد استغلالها والسيطرة عليها. إن أبناء الجنوب يعرفون تاريخهم وأرضهم، ويعرفون أن طرد قوى الاحتلال هو حقهم الطبيعي، مثلما طرد أجدادهم المستعمرين من قبل.
يمثل الجنوب جزءاً من كيان كل جنوبي، فهو يحمل معاني القوة والصبر والكرامة. تظل الأرض الجنوبية، بهضابها وسهولها، مدنها وريفها، شاهدة على انتماء أبنائها ورغبتهم في الحفاظ عليها من التدخلات الخارجية. يُشكل الانتماء لهذه الأرض العظيمة حافز لكل جنوبي ليقف صامد في وجه أي محاولات لطمس هويته أو السيطرة على أرضه.
إن بناء دولة جنوبية فيدرالية كاملة السيادة هو هدف مشروع يتطلع له كل جنوبي، ويأتي تحقيق هذا الحلم فقط من خلال التحرر الكامل من أي شكل من أشكال الاحتلال سواء سياسي، أو عسكري.