طارق عفاش سارق البر والبحر في ساحل تهامة
تهامة ترفض وصاية طارق صالح الزيدي: الأرض لأهلها، ومشروع الهيمنة الزيدية مرفوض
*- شبوة برس - عبدالمجيد زبح
عندما نتحدث عن رفض وجود طارق صالح الزيدي في تهامة، فإن ذلك لا يعني تنازلنا عن حقنا في تحرير الجزء الأكبر من تهامة الذي لا يزال تحت سيطرة السلالة الحوثية. بل يأتي هذا الموقف دفاعًا عن تضحيات وإنجازات أبناء تهامة، الذين قدموا دماءهم لتحرير هذه الأرض، ليأتي طارق صالح بعد ذلك ويتسلط على ما لم يحرره بدمه، متخفياً برداء الوطنية ومدعيًا المشاركة في معركة تحرير الوطن.
فتهامة اليوم ترفع صوتها لتؤكد رفضها للوصاية الزيدية وتسلط طارق صالح الزيدي على أرضها، فالوجود الزيدي في تهامة لا يمثل الشراكة الوطنية، وإنما خطوة نحو مشروع طائفي يهدف إلى توسيع النفوذ على حساب أبناء الأرض وتضحياتهم. تهامة التي ضحت بالغالي والنفيس لتحرر نفسها، تستحق أن يقودها أبناؤها الأحرار، بعيدًا عن أي محاولات للوصاية أو التسلط باسم الشراكة.
تهامة لا تحتاج إلى من يفرض وصايته وأبناء تهامة كانوا ولا يزالون الأقدر على رسم مسارهم بأنفسهم، وقد أثبتوا أن لديهم من الوطنية والكرامة والقدرة ما يكفي ليكونوا قادة على أرضهم. فأين هي الوطنية المزعومة في فرض قيادة طارق صالح على تهامة؟ أليس في التهاميين من الكفاءات من هو أحق بإدارة شؤونهم وتحقيق تطلعاتهم من "قائد" يُرغم الناس على قبوله؟
ف طارق صالح الزيدي بمشروعه هذا، لا يجلب لتهامة الحرية أو العدالة، بل يسعى لتوسيع نفوذه الفردي، ويعيد إنتاج الهيمنة، غير عابئ بما بذله أهل تهامة من تضحيات. فمن العار أن تذهب كل تلك التضحيات تحت حكم شخصٍ لم يقاتل في ساحاتهم، ولم يحمل عبء تحريرها، وإنما جاء مدعياً الوصاية، ليتسلط ويفرض نفوذه على كل من فيها. وهل يعتقد طارق صالح وأعوانه أن أبناء تهامة، بكل ما يتمتعون به من عزة وكرامة، سيقبلون بتسليم قراراتهم لمن يريد فرض طموحه وسلطته دون أن يُشركهم في مستقبلهم؟
للأسف، نرى بعض الأقلام التي كان يُفترض بها الوقوف إلى جانب الشعب تسعى إلى تجميل صورة طارق الزيدي وتبرير وجوده وكأنه الحامي الأول لتهامة، متغافلة عن كونه يسعى إلى تكميم الأفواه الحرة، وتكميم كل صوت يُطالب بتهامة حرة وقائدة لقرارها، لا أن تكون تحت رحمة أطماع شخصية ومشروع هيمنة زيدية. وهؤلاء المثقفون والمدافعون عن مشروع طارق صالح إنما ينخرطون في تسويق مشروع زيدي هضبوي يخدم فئة معينة، ويتجاهل حقوق أبناء تهامة الذين يريدون أن يروا تهامة مُصانة، وحريتهم مكفولة.
كما أن الأموال التي ورثها طارق صالح عن سنوات نهب استمرت لعقود، تُستخدم اليوم لإعادة إنتاج مشاريع الهيمنة، وشراء الولاءات، وإسكات الأصوات الحرة التي كانت تهتف من أجل الكرامة وحق تقرير المصير لأبناء تهامة. فقد بات واضحًا أن ما يُسمى بـ"الشراكة الوطنية" ليس إلا ستارًا يُخفي وراءه طموحاتٍ فرديةً، وسعيًا لإعادة تأسيس مشروع زيدي من جديد، يجعل من التهاميين أداة لا صوت لها، خاضعة لسياسات التسلط.
لهذا، فإن تهامة وأبناءها الشرفاء يعلنون موقفهم الرافض لوصاية طارق صالح، لأن تهامة لا تحتاج لوصيٍّ خارجي يرسم مستقبلها، ولا إلى من يدّعي قيادة مسيرتها، بل تحتاج إلى استقلالها وحقها الطبيعي في إدارة شؤونها بنفسها. وبهذا، فإن واجب كل مثقف ووطني شريف أن يقف ضد أي محاولات لفرض الوصاية الزيدية على تهامة، وأن يقف إلى جانب أبناء الأرض الذين يعرفون مصلحة تهامة ومكانتها، ويحمونها من أطماع الآخرين.
وإن كان طارق صالح حقًا حريصًا على مصلحة تهامة وأبنائها، فعليه أن يتركهم أحرارًا يقررون مستقبلهم، دون تدخل أو وصاية، فهذا حقهم الذي لن يتنازلوا عنه. تهامة ترفض أن تكون أداة في مشروع زيدي هضبوي، وستظل أرضًا لأهلها الأحرار المدافعين عن هويتهم وكرامتهم، رافضةً لكل أشكال الهيمنة التي تحاول أن تُفرض عليها.