الجولاني في داعش
*- شبوة برس - حسين الوادعي
كان نظام الأسد ديكتاتورياً ذا نزعة إبادية تجاه من ينازعه السلطة، أما نظام الجولاني فهو إبادي تجاه من يختلف معه مذهبياً وعرقياً، وديكتاتوري تجاه من يتفق معه ويؤيده.
الديكتاتورية كانت جوهر الأسدية، أما الإبادية فهي جوهر الجولانية.
لم يكن نظام الأسد طائفياً، لكنه استغل الطائفة للحكم، أما نظام الجولاني فهو طائفي صريح، يبني طائفتيه على عمادتين رئيسيتين: التسنن السلفي والعروبة الأموية.
كانت دولة بني أمية عرقية عنصرية، ترى أن العرب المسلمين فقط هم أصحاب الدولة والقيمة والاعتبار، أما بقية الأعراق فهم “موالي” وتابعون وأعاجم.
وليس غريباً أن تكون أموية هيئة تحرير الشام معادية لكل الأقليات: فالعلويون بالنسبة لهم …نازير، والدروز عملاء، والأكراد خونة.
وليس مستبعدا أن يستمر القتل على الهوية الطائفية، وإهانة الناس في نقاط التفتيش، وخطفهم وقتلهم ما داموا خارج السلفية الأموية.
وليس جديداً أن تنتشر فيديوهات عقاب المفطرين، والتحجيب الإجباري للنساء، وملاحقة غير المصلين في عمق البيئة الحاضنة السنية.
هذه طبيعة النظام: الإبادية والطائفية والعنصرية تجاه المختلف، والديكتاتورية والعنف تجاه المتشابه والمتفق.
هل يمكن ان يتحول الجهادي إلى رجل دولة؟
نعم! ولكن شكل الدولة لن يسر المتفائلين!