4 مايو ليست ذكرى بل بنيان راسخ الاساس

2025-05-04 15:46

 

في الرابع من مايو 2017 تقدم شعب الجنوب خطوة مفصلية بتفويض الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي وإعطاءه الثقة الشعبية لتأسيس كيان جنوبي لرسم مستقبل الجنوب التحريري وتأسس المجلس الانتقالي ووضع بذرة العمل السياسي الجنوبي بقيادته محققا آمال الاغلب الاعم من الجنوبيين التائقين لاستقلال الجنوب

 

المجلس الانتقالي ليس كائن تأسس في جروب واتس اب ، ولم يُستنسخ ويُستولد في خيمة ، وليس كائنا معلقا في الفضاء ؛ بل ؛ امتداد للنضال الجنوبي الذي رفض الأمر الواقع الذي فرضته حرب 94 وفرضت فيه "وحدة الضم والالحاق" وهو امتداد وتكثيف للحراك الجنوبي التحرري السلمي الذي انطلق عام 2007 ببعده الوطني في استقلال الجنوب وان الجنوب قضية احتلال يقابله حركة استقلال مشروعة في كل الأديان والقوانين وليست "مظلومية جعاشنة" كما ساواها خوارهم الوطني في موفنبيك وقد حاولت احزاب اليمننة ان تختطف هذا الهدف وتكيّفه وفقا لمصالحها واهدافها في الجنوب لكن كلما حاولوا الالتفاف على هذه القضية انبعثت بشكل اقوى من محاولاتهم

 

جاء انقلاب الحوثي وتواطئت معه نخب اليمننة واحزابها فمنهم من وصف سقوط صعدة بيده انها انتصار لثورة التغيير !! وقوى تحالفت معه وسلمته كل وسائل قوة الدولة !! وكان الاجتياح الحوثي جهة الجنوب اما الشمال فخضع أغلبه لسلطة الأمر الواقع الحوثية بدون حرب ، فخاض الجنوب مقاومة شهد لها العالم ورفضت المسمى الذي أطلقته تلك الشرعية على مقاومتها "المقاومة الشعبية" واطلقت مسماها "المقاومة الجنوبية" الذي رسخته نضاليا وإعلاميا وسياسيا وكان عيبها انها مقاومة بدون "حامل سياسي" فاحتالت الشرعية اليمنية لترثه سياسيا اما عمليا فقد ظلت عصية عليهم ورفضت تلك اللصوصية التي حاولوها وكان لابد من ظهور حامل للقضية الوطنية الجنوبية تمنع سرقة منجزات تلك المقاومة الاسطورية كان لابد أن يظهر الانتقالي امتدادا للخطاب والأداء السياسي للحراك الجنوبي ولنضال المقاومة الجنوبية وان يكون حاملا لهذه القضية ومتحدثا باسمها

 

ثمان سنوات مضت منذ تأسيس المجلس الانتقالي حصد خلالها أبناء الجنوب ثمرات النضال السياسي والعسكري والعديد من النجاحات والمنجزات الهامة واستطاع فرض أمرا واقعاً حقيقياً ملموساً على الأرض واخترق حواجز وسدود كانت خطوطاً حمراء ومحرمات لا يسمح لأبناء الجنوب تجاوزها أو الاقتراب منها لكن الطرف الآخر المعادي و"بدعم ما " يخوض في الجنوب نفس استراتيجية إسرائيل لكن بدل السلاح يضربون الحاضنة الجنوبية بالخدمات والمرتبات وتحطيم قيمة العملة بحرب خدمات ظالمة تفتقد لكل قواعد واخلاق الحرب

 

اليوم ومع حلول الذكرى السنوية الثامنة لإعلان عدن التاريخي هناك تفاعل شعبي ومجتمعي منقطع النظير رغم كل المآسي وحرب الخدمات بضرورة مواصلة المعركة الوطنية سياسيا ودبلوماسيا في سبيل تحرير الجنوب واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود عام 1990م

 

4 مايو 2025م