هل يدرك قادة الجنوب حجم المؤامرة الكبير ويحتووها؟

من عيوبنا في الجنوب العربي سرعة الانفعال والاستعجال والعاطفة الزائدة المشحونة بالتسرع وكثرة الحديث في السياسة "عفوا قشورها" وعدم التعمق في أهدافها ووسائلها وتعقيداتها ..

 لقد خاضت الحركة الوطنية المدركة لمختلف تعقيدات القضية الجنوبية ممثلة في رابطة الجنوب العربي المستوعبة جيدا لحجم الأطماع التوسعية في جغرافية الجنوب العربي سيما من قبل مملكة اليمن وجمهوريته التي ظلت تعترض مناقشة القضية الجنوبية في المحافل العربية ومنها جامعة الدول العربية الذي كان موقفها معادي لقضية الجنوب ومعادي لموضوع الكويت ودولته.. وتمكنت الرابطة من عرض قضية الجنوب العربي خلال الفترة من عام1959/1963 في الأمم المتحدة واستطاعت أن تقنع الأمم المتحدة بمناقشة استقلال قطر الجنوب العربي وان ترسل بعثات لتقصي الحقائق ومنها بعثة إلى اليمن بعد الانقلاب العسكري وتبنت كل تلك البعثات أن الجنوب العربي من جزيرة كمران غربا إلى صرفيت شرقا يرزح تحت الاستعمار البريطاني واوصت تلك البعثات الجمعية العامة للأمم المتحدة بإصدار قرار باستقلال الجنوب العربي وذلك ماتم فعلا  في 11ديسمبر1963 وفي 4ابريل1964 أعلنت بريطانيا ترحيبها بالقرار واعلنت أنها ستمنح الجنوب العربي. الاستقلال وتخلي مسئولياتها عنه في 9يناير1968..

وهنا أدركت قوى الأطماع التوسعية ضرورة تخريب ذلك القرار فعمدت إلى تشكيل الجبهات في الخارج والزمتها بتغيير هوية الجنوب العربي المحتل إلى الجنوب اليمني المحتل معلنة الكفاح المسلح لنيل الاستقلال..

وفي سبعينات القرن الماضي  زار السيناتور الأمريكي عدن  للمتابعة عن مصير مواطنه الأمريكي المعتقل في عدن وقابل الرئيس سالم علي ربيع وحدثت تفاهمات إيجابية وضعت أسس لإعادة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الجنوب الديمقراطية الشعبية وتم وضع زيارة نائب الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب لعدن بعد زيارته لصنعاء ولكن الرفاق سارعوا بقتل الرئيس سالم ربيع علي والغيت زيارة عدن طبعا ذلك العمل كان لصالح أطماع اليمن وخططه لاحتلال الجنوب..

اليوم يتكرر المشهد مع زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للمنطقة ومناقشتها ملفات عالقة وملف السلام في الشرق الأوسط  فيتم  استحضار الفوضى من خلال استغلال  المعاناة الصعبة التي يعيشها شعب الجنوب منذ  اغسطس عام2019 ومنها انقطاع التيار الكهربائي  22ساعة في اليوم  ويتم الدفع بقطاع نسوي اغلب قياداته من نازحات تعز وصنعاء والدعوة للتظاهر والاستفزاز ونشر الفوضى  في عاصمة الجنوب العربي عدن الباسلة  لارسال رسالة  عنوانها فشل الجنوبيين في حكم أنفسهم بأنفسهم  وتعطيل أية محاولات للاقتراب من ملف الجنوب  وكل ذلك  متزامنا مع دعوة حكومة الحوثيين لنصفهم الآخر في الشرعية إلى تشكيل حكومة موحدة لليمن وطبعا كل ذلك  يأتي في سياق تبادل الأدوار بين الأطراف اليمنية. لإخضاع الجنوب للاحتلال اليمني  وإفشال أية محاولات  دولية لمناقشة مستقبل  هذا الشعب الجنوبي الذي تفتك به المؤامرات والحيل من كل الاتجاهات  فهل يدرك  قواعد اللعبة قادة الجنوب ويحتون تلك المؤامرات؟.

 الباحث/ علي محمد السليماني