تتوالى المسرحيات السياسية في الساحة الجنوبية من أطراف متعددة، حتى أصبح المشهد مثقلاً بالعبث، والواقع أكثر التباسًا بفعل إصرار المتصدرين على تبرير فشلهم، رغم افتقارهم لأي مصداقية، وتزايد علامات الاستفهام التي تحيط بكل ما يفعلونه..!
عدن تختنق كل يوم تحت وطأة الفوضى، والفساد، والانهيار المتسارع لمقومات الحياة. لا كهرباء، لا خدمات، لا أمان...فقط وعود جوفاء وشعارات مستهلكة لم تعد تنطلي على أحد.
إلى من يدعون تمثيل هذه المدينة..أنتم لا تمثلون إلا مصالحكم الضيقة، الواقع يفضحكم، ولم يعد الصمت خياراً، عدن ليست غنيمة، وليست ساحة لتجاربكم الفاشلة، إنها مدينة عظيمة تستحق من يخدمها بإخلاص، لا من يتاجر معاناتها..!
ارحلوا...فقد سئمنا العجز ومللنا الشعارات، عدن تستحق الأفضل، وصوت الناس لن يُسكَت بعد اليوم.
لقد ابتلع المواطن مرارة الأولويات المزعومة التي طرحها "المجلس الانتقالي"، وتحمل هشاشة "مجلس القيادة الرئاسي" الخاضع للوصاية، وصمت الحكومة المخزي أمام المعاناة، أما المضحك المبكي، فهو انتظار البعض لموقف من دول "التحالف"...والانتظار سيطول، بينما تستمر معاناة الناس في التفاقم.
قضية الكهرباء ما زالت دون حل، العملة تنهار، الغلاء يحلّق، والتعليم والصحة في حالة شلل... وزارة التربية مثال حيّ على الفوضى، وخطة التنمية لا تزال حبيسة الأوهام.
فمن المسؤول..؟ هل الخلل في الشعب أم في من يدّعون تمثيله؟
الحقيقة أن المسؤولية تقع على الحكومة والمجلس الرئاسي، بما يمتلكونه من إمكانات قادرة على التغيير، لو صفت النوايا وتوقفت العروض السياسية التي لا يدفع ثمنها سوى المواطن..!!
عدن تستحق الأفضل..ولن نصمت بعد اليوم..
ويبقى الجنوب، كما عهدناه، حرًا، أبيًا، شامخًا لا ينكسر..
✍️ ناصر العبيدي