سنوات عجاف ليست أمرا هينا من عمر الشعوب تحاورت فيها العقول بين الاختلاف والخلاف، حتى اصبح التضاد سمة فيه مما جعلتها فريسة للجمود لقضية شعب اسمه الجنوب، ضاع في متاهات الوحدة أو الموت، واجه خلالها التحديات الجسام فاقت كل التوقعات، تراجعت سبل العيش وانحدرت الخدمات وترنحت العملة حتى اصبح وجودها مثل عدمها وخارت الصحة كسقوط التعليم وهوت الاجور الى الحضيض فالحضيض حتى خار الفرد بين البقاء أو الموت.
لم نر انجازا لبناء دولة ولو جسرا وانما فسادا علت مبانيه، ناطحت ابن الكرام كواحدة من علامات الانحدار السياسي بكل معانيه الاخلاقي والسلوكي، فياله من سجل حافل بالامراض بكل أصنافه زادت مشافيه وخلت علاجاته من الضنك الذي في الحال، فأنتقع الدواء وبقي الداء.
ظل الشعب يرصد المكونات والدعم السخي بكل ما فيها من اخفاقات ومسميات وتغييرات ولكن الى أين؟ ولاجل من؟ وتظل الاسئلة تتوالى كأمواج البحر ما تلبث أن تتراجع الى ما آلت إليها الأمور وترجع ولم تجد لها جوابا.. شعوبا ظلت ترصد الوحدة كما ترصد الحروب بين صعود وانكسار لعلها تنظر لنور العقل ضد ظلمات التخلف والجهل.. فهل أدرك الفرقاء لاوطانهم؟ ولو أدركت لوجدت عقولا تواقة للتحرر من الجهل والتخلف للتغير كما هي سنة الحياة. والى متى يظل الجنوب في عزلة يلامس واقعه المؤلم المستمر؟ وحدة ماتت ودفنت ولم يصلى عليها.. ما ذنب شعب الجنوب حين ولادتها وفي موتها يتحمل مآذيها؟ وما علاقته بصنعاء او غيرها؟
ومافائدة الحوار بعد تشوه الصورة والمفاهيم والقيم في وقت انفجار المعلومات والاتصالات التي ألغت فيها الحدود؟
ان الجنوب يواجه الكثير من التحديات في عالم مفتوح ملئ بالمغريات والافكار والثقافات التي لا تعترف بالحدود و لا للمديح والتفاخر.. فنحن احوج للاصدقاء.
إن هذه المعطيات تقودنا الى فهم الاوضاع.. فالجنوب احوج الى:
--التضامن الوطني في مواجهة التحديات.
--التواصل الفعال مع الشعب لشرح الوضع وتوضيح الخطط والمبادرات.
--دعم الفئات الضعيفة
--تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل.
--مقاومة الاعلام الذي يزرع الكراهية من خلال نشر الحقائق والمعلومات الصحيحة.
لكن علينا من البحث عن الدعم الدولي وعن بدائل للشراكة.
إن مؤشرات الاوضاع توحي الى الضياع.. فالى متى ندرك للاخطار المحدقة؟! للعمل على إبعادها أو على الاقل للتقليل منها؟
عن عيدروس لن نحيد لاستعادة الدولة الجنوبية وعلى العهد ثابتون، وعهد الرجال للرجال مهما كانت التحديات ثابتون.