"عدن" وثالوث الحماء والحُمّى والجوع.!

2025-05-31 22:05

 

تواجه العاصمة عدن كابوساً حياتياً معيشياً متعدد الأوجه، تتحد فيه عوامل التدهور الاقتصادي الممنهج، والنقص الحاد في الخدمات الأساسية، والظروف المناخية الطبيعية القاسية، ليلقي ذلك الثالوث بظلاله الثقيلة على حياة الملايين من سكانها البسطاء.

 

المواطن العدني الأنيق البسيط والمسالم، أصبح اليوم يصارع من أجل البقاء، ومحاولة التماسك والصمود أمام هذه الجبهات المتعددة من المعاناة والأزمات والصراعات التي طال أمدها، ولا يعرف لها نهاية.

 

واقع مرير وصعب رهن حياة المواطن وحاصره بين مطرقة الغلاء الذي يسحق قدرته الشرائية، وسندان البلاء الذي يأخذ أشكالًا مختلفة من المرض والعطش والظلام، فإن نجا من حُمّى الصيف لن يسلم من شدة الحمَاء وقيظ الأيام والليالي بلا كهرباء. وإن أفلت من وطأة العوز والحاجة والفقر بسبب ركود الأسواق وقلة الدخل، فربما يواجه شبح الجوع أو اعتلال صحته لغياب أبسط الخدمات الضرورية للحياة ولو بحدها الأدنى.

 

وليس بعيداً عن ذلك، فإن تأخير صرف الرواتب الذي أصبح ظاهرة متكررة، يُمثل جبهة صراع أخرى أكثر ألماً ووجعاً للأسر الجنوبية والعدنية خاصة، التي تعتمد على هذه المبالغ الضئيلة لتسيير شؤون حياتها، بالإضافة إلى شح فرص العمل، مما يدفع بالعديد من العائلات إلى حافة الهاوية.

 

حقيقة، وبعيداً عن الملف السياسي وتعقيدات المشهد واحتكار المصالح، فإن الوضع الاقتصادي والخدمي والإنساني الراهن في العاصمة عدن والجنوب عامة، لم يعد اليوم مجرد تحديات وعراقيل، بل أزمة إنسانية عميقة وكبيرة تتطلب استجابة شاملة وفورية من قبل أصحاب القرار، والعمل على فرض حلول عاجلة تعالج المشكلات الآنية والمتراكمة، التي أثقلت كاهل المواطن وكدرت صفو حياته ومعيشته.

 

ختاماً هنا، دعوة إنسانية عاجلة إلى الأشقاء الكرام في قيادة التحالف العربي، موجهة من مواطن جنوبي "ظن بكم خيراً، ومازال حسن الظن الكريم بكم"، لسرعة التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تحل الكارثة.