الأمور تستحضر مع الاسف وضع الجنوب العربي في الصراع الإيراني - الإسرائيلي المحتدم حاليا وكلا الدولتين إيران وإسرائيل مؤيدتين. لليمن.. ايران من خلال مشروع الحوثيين واسرائيل من خلال علاقاتها التاريخية الحميمة والقديمة مع ال عفاش وال الاحمر (مايسمى الشرعية حاليا) ومن هنا تبدو ملامح التسوية حول الملف النووي الايراني ستتسع لتشمل ملف غزة وملف اليمن واستبعاد كامل للمشروع العربي وتكليفه بتمويل إعادة الاعمار في اسرائيل وغزة وإيران وهو ما أدركته السعودية من استثناء العرب من تلك المشاورات التي تجري في دهاليز القوى العظمى حول التسوية الشاملة وتجاهل العرب مما دفع بها أن ترسل وزير دفاعها لاستطلاع ملامح التسويات القادمة ولن يعود بشيء مفيد في هذه الرحلة خصوصا اذا اتفقت القوى العظمى على توسيع الحرب في المنطقة وهو أمر يبدو حاضرا من خلال تلميحات التصريحات الإيرانية بضرب القواعد الأمريكية في المنطقة والتصريحات الاسرائيلية بدعوة العرب إلى دعمها وتأييد مشروعها ..
وهكذا تتشكل خارطة الحلول للوصول إلى شرق أوسط جديد وخالي من السلاح النووي والذي قد يمتد ليشمل نووي الباكستان والهند .. وكل ذلك يتم أمام العرب المبهوتين ممايشاهدون على مسرح الأحداث العسكرية والسياسية وهم يتعاركون على منصب أمين عام جامعة الدول العربية بدرجة سفير هل يكون الدكتور عادل الجبير السعودي ام احمد ابو الغيط المصري.. وهكذا دوما العرب نتيجة الخلافات البينية والتنافس على زعامة المنطقة يعيدون إنتاج أنفسهم مجرد حراس لابار النفط ووكلاء للشركات التجارية ومستهلكين ومجرد ادوات تنفيذ لمايقرر ويفرض عليهم.
الباحث/ علي محمد السليماني