في ظل انسداد الأفق: هل آن الأوان لحكومتين مؤقتتين في الجنوب واليمن؟

2025-07-05 05:44
في ظل انسداد الأفق: هل آن الأوان لحكومتين مؤقتتين في الجنوب واليمن؟
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - سعيد ناصر مجلبع بن فريد العولقي

تمر البلاد بمرحلة بالغة الصعوبة، حيث تتفاقم المعاناة اليومية للمواطنين في المحافظات المحررة، في ظل تدهور حاد في الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء، في وقتٍ تشهد فيه البلاد درجات حرارة خانقة وانعدام شبه كلي للطاقة، وسط صمت حكومي غير مبرر.

 

الواقع يقول إن الحكومة الشرعية، رغم اعتراف المجتمع الدولي بها، أصبحت عاجزة عن تلبية الحد الأدنى من احتياجات الناس، بل إن سلطتها لا تتجاوز مساحات جغرافية محدودة في الجنوب وأجزاء من اليمن، في حين تُركت صنعاء والمناطق الخاضعة للحوثيين في مربع معقد من المواجهة والمراوغة السياسية.

 

ومع انسداد الأفق السياسي وتعثر المفاوضات مع جماعة الحوثي، وعدم وجود مؤشرات واضحة أو جادة لحل جذري في المنظور القريب، فإن الحاجة باتت ماسة إلى حلول مؤقتة تحمي ما تبقى من كرامة الناس في المحافظات المحررة.

 

ولذلك، نرى أن تشكيل حكومتين مصغرتين مؤقتتين قد يكون الحل الإداري الواقعي للخروج من هذه الدوامة:

 

حكومة جنوبية تُعنى بإدارة شؤون المحافظات: عدن، لحج، أبين، شبوة، الضالع، حضرموت، المهرة، سقطرى.

 

وحكومة يمنية (((شمالية)))  تُعنى بتسيير الخدمات في مأرب، تعز، وما تبقى من المديريات الواقعة تحت سيطرة الشرعية.

 

ويكون عمل الحكومتين متركزًا فقط على الجانب الخدمي والإنساني، تحت إشراف مجلس القيادة الرئاسي، وبدعم مباشر من التحالف العربي، ومراقبة شفافة من الجهات المانحة، على أن تُحل هذه الحكومات فور الوصول إلى تسوية سياسية شاملة تنهي الحرب وتستعيد مؤسسات الدولة.

 

إن هذا الطرح لا يدعو إلى التقسيم، ولا إلى خلق واقع سياسي دائم، بل هو حالة إنقاذ عاجلة لشعب يعاني، ودولة تتآكل، بعد أن طال انتظار الحلول الكبرى التي لم تأتِ بعد.

 

لقد آن الأوان لأن نخرج من حالة الجمود، وأن نمنح الناس حدًا أدنى من الكرامة، فالزمن لا يرحم، والجوع والحرّ والظلام لا ينتظرون البيان رقم واحد.