تمثل الجغرافية السورية قلب الشرق الاوسط الجديد فهي بحق جذابة والكل يتغزل بها سياسيا وعسكريا وجاذبة ليس للاستثمار حبا في سوريا ..وانما لتقاسم النفوذ عبر الشركات العالمية العابرة للقارات ..
فماذا نتوقع حين نرى بلد بلانظام بلد عاد عقودا طويلة الى الوراء لم يعد يحكم برضى اهله ومن اصلهم ومن كوادره الطاهرين العفيفين الشرفاء بلد سيحكم بالوصايا فلا تنتظروا خيرا ...الا. اذا اراد الله ..بحكمته وعزته وجلاله ..وربنا سبحانه وتعالى لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ...
لن نجد سوريا تلك التي مجرد ماتقطع تذكرة سفر من بلدك تغادر اليها دون اجراءات دخول ..تستقبلك دمشق بترحاب وبساطه بعيدا عن حكاية من يحكم ومن كان يحكم ...
لن نجد بعد الان حرية التنزهة في ساحة مرجه وسوق الحميدية والصلاة في الجامع الاموي ...
لن نجد في ظل الوصايا ..تلك الفرص حين كنا نذهب ونلتقي بدون عوائق ورسميات باعلى اكاديمي في البلد رئيس جامعة دمشق تذلف بابه يفاجئك هو ويقترب ليسلم عليك قبل ان تجلس على مقعدك.
لن نجد تلك الجامعة التي تمتد لكيلومترات وتظم كل الكليات والاقسام والمكتبات الموزعة لكل قسم مكتبة وفي كل مكتبة مؤلفات وكتب لباحثين سوريين وبارخص الاثمان ..وكل كتاب بكم ليرة ..
لن نجد ذوقا وطعما لحلاوة الجاتوه التي كنا نتذوقها يوميا في شارع ساحة مرجه ..
لن نجد الحياة في الاسواق وتلك الصناعات الحرفية الجلدية الفاخرة وغيرها ....!
شعب سوريا شعب عظيم ومكافح فيه العامل والصانع والباحث والمهندس والطيار والطبيب على مستوى عال ..!
لكن الحرب والاعتداء الصارخ عليها ارضا وانسانا منذ سنوات انهك الناس ..وهد حيلهم ..وهرم الكثير منهم في عز الشباب وقتل الملايين وجرح مثلهم و شرد مئات الالاف ..واغرق المئات في عرض البحر ..وتسول في اسواق البلدان العشرات منهم ...!
فمن يعيد لسوريا العروبة كرامتها وشرفها واقتصادها بعيدا عن اسراىيل وامريكا ؟! ..من ؟!
سوريا المساحة ةالعظيمة الرحبة..سوريا الاكتفاء الذاتي بالقمح ..سوريا البترول ...سوريا ..العروبة ..والجيش الضرغام ..الذي هدمه الصراع الدولي الخبيث ..امام اعين العرب العاربة والمستعربة.
نتمنى ان تبدد الايام والسنين القادمة تشاؤمنا حول الواقع السوري الحالي ويبدد سردنا بعدم امكانية عودة امجاد سوريا الماضية عبر التاريخ و في ماذهبنا اليه من تأملات..كما نأمل ان نرى روح التفاؤل تلمع في وجوه شعب سوريا .
د.صلاح سالم احمد