محرر "شبوة برس" يقدم لمحة موجزة عن كتاب "الأزمة اليمنية: مظهر حديث لإرث تاريخي" للأستاذ محمد عبدالله حسن الجفري رحمه الله تعالى بواسع رحمته، يتم تناول الصراعات والحروب التي دارت بين ممالك اليمن القديمة قبل الميلاد، وتحديداً بين مملكتي اليمن معين وسبأ من جهة، وممالك الجنوب مثل حضرموت وقتبان وأوسان من جهة أخرى.
أهمية هذه الصراعات في التاريخ اليمني القديم:
الصراع على النفوذ والطرق التجارية:
كانت الجنوب وتسمى (العربية السعيدة وتم سرقة الأسم مؤخرا لصالح اليمن) مركزاً تجارياً مهماً، خاصة طريق البخور واللبان الذي يربط جنوب الجزيرة العربية بأسواق الشام والعراق ومصر.
تنافست الممالك اليمنية للسيطرة على الجنوب للإستحواذ على هذه الطرق، مما أدى إلى حروب طويلة.
التحالفات المتغيرة بين الممالك:
تحالفت سبأ ومعين في فترات ضد حضرموت وقتبان وأوسان، لكن هذه التحالفات لم تكن دائمة، إذ كانت المصالح الاقتصادية تفرض تغييرها.
مثلاً، مملكة أوسان (وعاصمتها مرخة في شبوة وتشمل أبين ولحج وعدن) كانت قوية في بدايات الألف الأول قبل الميلاد، لكنها تعرضت للهزيمة لاحقاً.
دور العوامل الدينية والاقتصادية:
كانت المعابد مثل معبد أوام (محرم بلقيس) في سبأ ومعابد القمر في معين مراكز للنفوذ الديني والسياسي.
سعت الممالك للسيطرة على المراكز الدينية لتعزيز شرعيتها.
انهيار بعض الممالك وصعود أخرى:
أوسان، على سبيل المثال، تعرضت للدمار على يد سبأ وحليفاتها في القرن 7 أو 8 قبل الميلاد، وفقاً للنقوش اليمنية القديمة.
فيما بعد، صعدت حمير كقوة موحدة في القرن الأول قبل الميلاد، مما غير خريطة التحالفات في المنطقة كلها.
ما يورده الجفري في كتابه عن هذه الصراعات:
يؤكد الكاتب أن هذه الحروب كانت جزءاً من صراع مستمر على الموارد والنفوذ، مشيراً إلى أن التاريخ اليمني يعيد إنتاج نفسه بأشكال مختلفة في العصر الحديث.
الصراعات بين ممالك معين وسبأ من الشمال والوسط ضد ممالك حضرموت وقتبان وأوسان في الجنوب والشرق كانت صراعات على الهيمنة الاقتصادية والدينية، وكانت نتائجها حاسمة في تشكيل خريطة التقسيم بين الجنوب (حضرموت الكبرى وأحلافها أوسان وقتبان) واليمن القديم بحدوده اليوم.
*- كتاب الجفري يربط هذا الإرث التاريخي بالأزمات المعاصرة، مما يجعله مرجعاً مهماً لفهم جذور الصراع الجنوبي - اليمني.
*- يمكن تحميل كتاب الجفري بكل سهولة من الأنترنت