منذ عام 2015 تظهر أنماط عمليات القاعدة وداعش في الجنوب بصيغة تكاد تتقاطع، في نتائجها ومخرجاتها، مع اهداف تيار الاخوان المسلمين في اليمن. هذه ليست اتهامات مرسلة بقدر ما هي قراءة تعتمد قاعدة سياسية راسخة: اسأل عن المستفيد. وكلما دققنا في حصيلة تلك العمليات وجدنا انها تصب في مصلحة من يسعى الى اضعاف القوات الجنوبية واخراج الامارات من عدن والجنوب، وتفريغ الساحة لتموضعات حزبية تعرف ما تريد وتحسن استثمار الفراغ.
اي رواية تنفي هذا التقاطع تتجاهل منطق المصلحة والاثر. فالمعادلة على الارض واضحة: كل استنزاف للوحدات الجنوبية يمنح خصومها السياسيين حيزا اوسع للمناورة، وكل حملة تشكيك او تحريض تتزامن مع عمل عدائي تعيد انتاج البيئة نفسها التي تراهن على الفوضى كاداة ضغط وتغيير.
ما يجري في الجنوب يشبه، في الادوات والسرديات، ما استخدمه الاخوان في مصر بعد توقيف محمد مرسي، تعدد لافتات واسماء التي كانت تقف خلف العمليات الإرهابية، لكن الوجهة السياسية واحدة. قد تختلف السياقات، غير ان منهج الاستثمار في الاضطراب يبقى ثابتاً: احراج السلطات المحلية، ضرب الثقة بالقوى الامنية، وبناء مكاسب سياسية على انقاض الامن والاستقرار.
#ياسر_اليافعي