دعا الكاتب والمحلل السياسي الأميركي مايكل روبين، في مقال تحليلي نُشر اليوم الثلاثاء، إلى أن تتبنّى الهند دورًا دبلوماسيًا فاعلًا في الملف اليمني، عبر دعم استقلال جنوب اليمن، بدلًا من تكرار السياسات الغربية "الفاشلة" التي أعلت مبدأ الوحدة على حساب الواقع الجغرافي والسياسي للبلاد.
وفي مقاله المنشور في "نيتفارث إنديا"، اعتبر روبين أن وحدة اليمن لم تُنتج استقرارًا، بل كانت خلال الـ24 عامًا الماضية واحدة من أكثر فترات البلاد اضطرابًا، مؤكدًا أن جنوب اليمن أكثر انفتاحًا واعتدالًا وتاريخيًا أقرب إلى الهند.
الحوثيون وتهديد الملاحة... وخسائر للهند
استهل روبين مقاله بالإشارة إلى الهجوم الحوثي على السفينة "إتيرنيتي سي" في البحر الأحمر، والذي أدى إلى نجاة حارس أمن هندي في 10 يوليو، معتبرًا أن استمرار الحوثيين في استهداف الملاحة في الممر البحري بين الهند والشرق الأوسط، بدعم من الحرس الثوري الإيراني، يهدد المصالح الاستراتيجية لنيودلهي.
تحالفات غير متجانسة تُفشل اليمن
وانتقد روبين النهج الدولي الذي يروّج لوحدة يمنية مفروضة، ويجمع قوى متصارعة في مجلس رئاسي واحد، مؤكدًا أن ذلك يُضعف المعركة ضد الحوثيين.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين داخل المجلس تدعم تنظيم القاعدة، بينما يعطّل مسؤولون شماليون جهود الجنوب، بما في ذلك منع بيع الوقود في عدن رغم توفره، مما يزيد من معاناة السكان تحت حرارة خانقة وانقطاع مستمر للكهرباء.
استقلال الجنوب هو الطريق إلى الاستقرار
وبحسب روبين، فإن الوحدة اليمنية لا تمثل إلا 13% من تاريخ البلاد، بينما ساد قدرٌ أكبر من الاستقرار حين كان الجنوب مستقلاً.
وأضاف: "الاعتراف بكوسوفو ومولدوفا تم لأسباب عملية، وعلى نفس المنوال، فإن الاعتراف بجنوب اليمن قد يكون خطوة نحو استقرار دائم في شبه الجزيرة العربية وخليج عدن."
روابط ثقافية وتاريخية بين عدن والهند
ودعا الكاتب الهند إلى الاستفادة من الروابط التاريخية العميقة مع عدن، مشيرًا إلى أن العديد من اليمنيين الجنوبيين يتحدثون الهندية ويعتزون بأصولهم الهندية، واصفًا ذلك بأنه فرصة استراتيجية للهند لقيادة دبلوماسية ما بعد الاستعمار من جديد.
دعوة لنهج مستقل ودور قيادي
وختم روبين بالقول إن على نيودلهي أن تبتعد عن التردد الغربي وتضغط لإعادة صياغة الافتراضات الدبلوماسية الدولية تجاه اليمن، مؤكدًا أن استقلال جنوب اليمن لا يصب فقط في مصلحة شعبه، بل يخدم الأمن الإقليمي والمصالح الهندية الحيوية في المحيط الهندي وباب المندب.
*- من صفحة الأستاذ هاني مسهور