*- شبوة برس – د حسين لقور بن عيدان
لم تعد حضرموت اليوم أمام معركة مطلبية عابرة، بل أمام لحظة فاصلة تحدد مصيرها ومستقبلها. فما جرى في المكلا لم يكن مجرد احتجاج على أزمة وقود أو انقطاع كهرباء، بل كان تعبيرًا عن وعي جمعي يرفض التلاعب السياسي ومحاولات ركوب الموجة. حاولت قنوات الإخوان وأبواقهم استغلال المظاهرات عبر الدفع بعناصر مأجورة للتخريب، لكن وعي أبناء المكلا أسقط تلك المؤامرة وأعاد البوصلة إلى من تسبب في معاناة الناس وحدد العنوان.
وفي تريم، تكررت الصورة لكن بأسلوب أكثر فجاجة؛ إذ اختار الإخوان وحلفاؤهم من الحوثيون التزام الصمت أمام قمع المنطقة العسكرية الأولى، متجاهلين العنف الممارس على المتظاهرين. هذا الصمت لم يكن بريئًا، بل كان جزءًا من تحالف غير معلن هدفه كسر إرادة حضرموت وإبقاءها تحت الوصاية اليمنية وادارة تهريب السلاح والمخدرات.
المشهد اليوم أوضح من أي وقت مضى: فسطاطان لا ثالث لهما، إما حضرموت الجنوبية الحرة وأهلها الشرفاء، أو حضرموت الخاضعة لهيمنة الإخوان والحوثيين وبقايا النظام اليمني.
إنها معركة كسر عظم، عنوانها السيادة والكرامة، ونتيجتها ستحدد ما إذا كانت حضرموت ستبقى قلب الجنوب النابض، أم رهينة بيد المنطقة العسكرية الأولى.
د. حسين لقور بن عيدان