رداد الهاشمي قائد عدة ألوية في البقع
*- شبوة برس – صالح أبوعوذل
لم يفق اليمنيون من صدمة استقبال قائد لواء في صعدة لوزير الدفاع في حكومة مجلس القيادة الرئاسي المؤقت بلباس مدني، حتى تسربت وثيقة تكشف أن تكلفة الجولة التفقدية للوزير بلغت نحو ستة مليارات ريال يمني (قعيطي).
الوثيقة – التي لم يصدر ما ينفيها رسميًا – عكست حجم الأموال المصروفة على الزيارة، وأكدت أن المسارعة إلى نفيها تعني في الواقع أنها حقيقية. ويبدو أن عملية التسريب جاءت من داخل بعض دوائر المسؤولين بهدف فضح الفساد وهدر المال العام.
أما المشهد البروتوكولي، فزاد من وقع الصدمة؛ إذ فوجئ القائد رداد الهاشمي بزيارة وزير الدفاع بينما كانت ملابسه في المغسلة، فظهر مرتديًا ثوبًا غير مرتب، يسير على السجاد الأحمر إلى جانب الوزير الذي ظهر بنظاراته الشمسية المعتادة.
غير أن المشكلة لا تكمن في مظهر الهاشمي، بل في تاريخه العسكري، فهو القائد الوحيد الذي استسلمت قواته كاملةً أمام مجموعة لا تتجاوز خمسين مسلحًا حوثيًا. ومنذ ذلك الحين وُجهت له اتهامات بالعمل لصالح الحوثيين، لكنه لم يسعَ جديًا لدحضها. بل على العكس، فإن ظهوره الأخير رفقة وزير الدفاع محسن الداعري عزز الانطباع بأنه أقرب إلى الميليشيات الحوثية من الحكومة الشرعية.
أما وزير الدفاع محسن الداعري، فمسيرته العسكرية طويلة؛ إذ بدأ مشواره عقب حرب صيف 1994م حين عُين مديرًا لعمليات الفرقة الأولى مدرع، ثم تنقّل بين مواقع قيادية - داخل الفرقة الأولى مدرع- أبرزها ركن تدريب لواء الدفاع الجوي، ورئيس عمليات لواء الدفاع الجوي، وقائد اللواء 122 مشاة بصعدة حتى 2012، قبل أن يقود اللواء 14 مدرع في مأرب، ثم يشغل منصب مساعد قائد العمليات المشتركة.
وفي 28 يوليو 2022، تم تعيينه وزيرًا للدفاع خلفًا للفريق محمد المقدشي، في حكومة الشراكة ربما على حصة، نائب الرئيس اليمني "المعزول".
هكذا، يظهر الفرق بين رجل صعد سلم المؤسسة العسكرية خطوةً خطوة حتى بلغ وزارة الدفاع، وآخر لا يملك في سجله سوى واقعة استسلام مهينة لقواته. ومع ذلك، يلتقي الاثنان اليوم على بساط أحمر، في مشهد يختزل مأساة المؤسسة العسكرية اليمنية، حيث يتداخل الفساد مع الفشل، ويُستنزف المال العام في بروتوكولات وولاءات، فيما يبقى الجنود والمواطنون ضحايا غياب الدولة.
#صالح_أبوعوذل