صورة تعبيرية
*- شبوة برس - عبدالله الجحافي.
يافع ليست أرضاً سائبة، ولا ساحة تجارب لكل طامع يحمل بضاعته المسمومة باسم الدين أو باسم السياسة.
الذي يصر اليوم على زرع "مركز ديني" للحجوري في عمق يافع، لا يفعل ذلك حباً للهداية ولا حرصاً على الجنة، بل يزرع فتيل فتنة جديد، يضرب النسيج اليافعي في الصميم ويجر شبابنا إلى حروب الشمال تحت شعارات عقيمة وولاءات عابرة.
التاريخ يعلمنا أن كل مشروع غريب يدخل ديارنا بوجهً ديني أو حزبي، لا يجلب إلا الانقسام والدمار.
#خسر_الجنوب دولته يوم صدق شعارات العدالة والمساواة، باسم الوحدة ، وها نحن اليوم نُستدرج إلى ذات المصيدة ولكن بلون آخر: باسم الدين والطاعة العمياء.
من يتوهم أن الحجوري يريد الخير للجنوب عامة ويافع خاصة، فليفتح عينيه:
هو لا يزرع مركزاً للعلم، بل ثكنة فكرية تُخرج قطعاناً مبرمجة، تقدس الرجل حتى الجنون، وتُكفر كل مخالف، وتدفع شبابنا ليكونوا وقود معارك صنعاء، بينما الشمال مليء برجاله وأبنائه.
الخطر هنا ليس في جدران مركزٍ يبنى، بل في العقول التي تُستعبد، وفي الأجيال التي تُغسل أدمغتها لتردد: الوحدة أو الموت، بينما الجنوب كله قدم آلاف الشهداء لينال حريته واستقلاله.
يا أهل يافع، إن لم نغلق هذا الباب اليوم، فغداً سنُلدغ من ذات الجُحر مرة أخرى.
لا تسمحوا لمبضع #حجور أن يُشق جسدكم كما شقه #الحجرية، فالمشروع واحد، والغاية واحدة: تحويل أرضنا من حصن للكرامة إلى ساحة تناحر ودماء.
أما الذين تصدروا المشهد كواجهات لهذا المشروع، نقول لهم: تمتعوا بملذاتكم كما شئتم، لكن لا تبيعوا أرضكم وأهلكم في صفقة رخيصة تفتح بوابة الشر على الجميع.
فيافع ليست للبيع، والجنوب ليس مسرحاً للوصاية، ومن أراد أن يجرب مشروعه، فليجربه في صنعاء لا في ديارنا.
*- من صفحة: الصحفي محمد الكلدي