*- شبوة برس - سالم بامؤمن
في الوقت الذي تجتاح فيه السيول شوارع المكلا وتغرق الأحياء، يحاصر الظلام الأهالي في بيوتهم، ليس فقط بسبب العوامل الطبيعية، بل بفعلٍ متعمَّد، ممن يُفترض أنهم "قيادات مسؤولة". ما يحدث في حضرموت اليوم ليس مجرد خلل فني أو أزمة عابرة، بل سياسة ممنهجة في إذلال الناس، ودفعهم نحو الهاوية.
الكهرباء في ساحل حضرموت تحوّلت إلى ترف لا يُمنح إلا ساعات معدودة: ساعتان مقابل ست ساعات انقطاع، في ظل حرارة خانقة، وأزمات متلاحقة.
والفاعل؟ مسلحو "الهضبة" الذين يقطعون وقود الكهرباء بحجج واهية، بينما يتفرج الشيخ بن حبريش من عليائه، يطلق الشعارات الرنانة، ويغرقنا في وعود لا تُضيء مصباحًا واحدًا.
أي مستقبل هذا الذي يعدنا به بن حبريش؟ هل هو مستقبل الظلام والتجويع والانهيار؟ هل هو مستقبل الفوضى وفرض منطق السلاح على المؤسسات؟
الناس في المكلا وبقية مدن الساحل لم يعودوا يحتملون هذا العبث. لقد تحوّلت الشعارات التي يرددها "أبناء الهضبة" إلى تعذيب يومي. لا شيء يبرر قطع الوقود عن محطات الكهرباء في هذا الظرف الحرج، سوى الرغبة في ابتزاز الحكومة أو إذلال المواطن، وفي الحالتين الجريمة واحدة.
حضرموت ليست غنيمة، ولن تكون رهينة لمسلحين يعاقبون الناس في حياتهم اليومية من أجل صراع نفوذ. من أراد أن يحكم، فليبدأ بخدمة الناس، لا بخنقهم.
كفى عبثًا.. كفى تلاعبًا بأعصاب الناس. حضرموت اليوم تغلي غضبًا، والصبر بدأ ينفد.