سردية اللعبة المكشوفة.. هبوط وارتفاع العملة المحلية والأسعار

2025-09-07 08:13
سردية اللعبة المكشوفة.. هبوط وارتفاع العملة المحلية والأسعار
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - اللواء علي حسن زكي

لقد هبطت العملة المحلية قياسًا بارتفاع أسعار صرف العملات الخارجية خلال الفترة الماضية بصورة غير مسبوقة حيث وصل سعر صرف الدولار 2900 ريال فيما تجاوز سعر صرف السعودي حاجز ال 800 ريال ومعها ارتفعت أسعار المواد الأساسية والأدوية وملابس وألبان الأطفال والوقود والمحروقات وأجرة المواصلات وغاز الطبخ وبقية المتطلبات الأخرى وإيجار المساكن، ارتفع كل ذلك بصورة قياسية ومؤلمة.

 

وفي(لعبة مكشوفة) طالما كان ذلك قد تم في ظل استمرار نزيف الثقب الأسود (بند الإعاشة) وكذلك مرتبات بالدولار لمن هم في الخارج ولأصحاب الحظوة والنفوذ بالداخل، وفي ظل انتشار ظاهرة الفساد نهارًا جهارًا والتلاعب والمضاربة بالعملة والعبث بالوديعة السعودية وهو ما يمكن ان يتكرر في حال وصول وديعة خليجية لدعم ثبات أسعار الصرف وتحسين معيشة الناس، مالم يتم وضع ضوابط للعبث وفرض رقابة صارمة على نشاط محلات الصرافة وضبط المصارفة والمضاربة بالعملة وكذلك ضبط التلاعب بأسعار المواد الأساسية إلخ … وإيجارات المساكن وبما يتناسب ويتماشى مع أسعار الصرف حتى يتفاعل المواطن ويصير جزءًا من الإصلاحات.

 

لقد اتضحت كل تفاصيل سردية (اللعبة المكشوفة) الفساد والمضاربة بالعملة والإعاشة والوديعة اتضحت بالإجراءات التي اتخذها رئيس الحكومة والخطوات المصرفية التي اتخذها رئيس البنك المركزي ودخول وزارة الخزانة الأمريكية على خط الإصلاحات وكذلك دخول القضاء ممثلاً بالنيابة العامة وفتح ملفات فساد.

 

وعلى صعيد الأسعار لا زالت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية تُباع وبنفس الأسعار السابقة باستثناء تخفيض بسيط لا يتماشى مع نسبة هبوط العملة ولسان حال التجار وأصحاب البقالات يقول إن لديهم بضاعة شروها في ظل الارتفاع وكذلك خشيتهم من عدم ثبات أسعار الصرف وهو مالم يقولوه عندما كانوا يرفعون قيمة البضاعة مع كل ارتفاع للعملة (معادلة مختلَّة)، ولذ صار هبوط العملة الخارجية بالنسبة للمواطن مجرد أرقام طالما لم يلمسها في هبوط متطلباته.

 

فيما أصحاب الصيدليات ومحطات المحروقات وغاز الطبخ ومالكو المساكن عاملين إذن من طين وإذن من عجين، وفي الحالتين الكل مستفيد من عدم وجود أي متابعة حثيثة وعدم جدية إجراءات عقابية (أنت قل ما تشاء أنا أفعل ما أشاء).

 

إن بعض محلات الصرافة قد ارتكبت خلال اليومين الماضيين مذبحة جماعية ذهب ضحيتها مال عدد من المواطنين حيث سلبتهم ما كان لديهم من عملة بالريال السعودي حوّشوها ومن أولادهم الجنود وأقاربهم المغتربين مصاريف أسرهم سلبتهم إياها بأسعار متدنية بعد نزول إشاعة بأن الصرف سوف يهبط واستغلالًا لحالة الارتباك لدى الناس بصورة عامة طالما كانوا قد تفاجؤوا بهبوط سعر العملات ودون أن يسبقه أي تحسُّن اقتصادي أو تصدير للغاز والنفط أو وصول وديعة خارجية وما كان قد تولّد لديهم من هاجس أن الانخفاض المفاجئ بعد الارتفاع المفاجئ وارد وهو ما سهل على تلك المحلات الإيقاع بهم وفي جريمة مصرفية جنائية مكتملة الأركان لاريب، فمن ينصفهم؟

 

على أن اللافت أن يترافق كل ذلك مع عدم صرف المرتبات لثلاثة اشهر مضت حتى الآن بعد أن كان راتب الشهرين يصل في شهر وتوقّف خدمة الكهرباء ومعها الماء لأسبوع كامل بعد أن كانت تتوقف 4 ساعات وتشتغل ساعتين (لعبة مكشوفة)، واستمرار غياب الوظيفة العامة وانتشار ظاهرة البطالة بين الخريجين حيث وجدوا انفسهم على رصيف البطالة وهو ما انعكس على بقية الطلاب وعلى صورة تسرب وعزوف عن الالتحاق بالكليات والمدارس الثانوية بعد أن لاحظوا من سبقوهم وأن مصيرهم لن يكون بأحسن حال منهم. فضلًا عن ضعف التعليم وضياع أغلب أيام الدراسة ومعه ضعف التحصيل العلمي والنقابة أقرّت الإضراب النقابة رفعت الإضراب وكذلك ضعف الصحة العامة ونظافة البيئة طفح المجاري والبيارات وتجمع المياه الآسنة نتيجة الأمطار ووجود المستنقعات وانتشار البعوض الناقل للأمراض والحميات والملاريا والإسهامات.

 

وخلاصة القول (العلّة في الفساد) الفساد بيت الداء وجذر المشكلة، والحل ثورة مجتمعية سلمية تقتلع الفساد كما اقتلع الشعب الصيني مدعومًا بإرادة سياسية شجرة الأفيون بعد أن ظل في حالة تخدير واتجه نحو البناء والتعمير واحدث نهضة اقتصادية وصناعية وزراعية وتنموية وإنشائية وعملية وتكنولوجية وفضائية أوصلت بلاده في مصاف الدول الأكثر تقدمًا وفي شتى مجالات الحياة بل وجعلت تلك الدول تخشى التنين الصيني، إرادة الشعب لا تقهر.