الزبيدي يعطي الاهتمام لمصفاة عدن كركيزة هامة للاقتصاد الوطني

*- شبوة برس - عبدالكريم أحمد سعيد 

منذ حرب 1994 تعرضت مصفاة عدن لسياسات تدميرية ممنهجة مارستها الحكومات المرتهنة لنظام صنعاء، حيث جرى تهميشها وحرمانها من الاستثمارات الضرورية، فتراجعت قدراتها الإنتاجية وفقدت دورها التاريخي في تكرير النفط وتلبية احتياجات السوق المحلية. وقد انعكس ذلك سلباً على الاقتصاد الوطني وعمق معاناة المواطنين في مختلف الجوانب المعيشية والخدمية.

اليوم، يبرز التوجه الاستراتيجي للرئيس القائد عيدروس الزبيدي لإعادة الاعتبار لهذه المؤسسة السيادية، من خلال إدراج ملف تشغيلها ضمن أولويات الأمن القومي في هذه المرحلة الدقيقة. فالاجتماع الموسع الذي ترأسه مؤخراً في مقر المصفاة لم يكن مجرد متابعة إدارية، بل محطة مفصلية لوضع حلول عملية تضمن توفير التمويل واستكمال مشروع وحدة إنتاج الطاقة بالتعاون مع الشريك الصيني، بما يمكن المصفاة من استعادة دورها بكامل طاقتها.

إن إعادة تشغيل المصفاة ليست مجرد إجراء فني أو اقتصادي، بل خطوة استراتيجية ذات أبعاد شاملة. فهي تسهم في استقرار السوق المحلي، وضمان إمدادات الكهرباء، وتخفيض فاتورة الاستيراد، فضلاً عن إعادة تنشيط القطاعات النفطية في شبوة وحضرموت بما يعزز الإيرادات السيادية ويكرس استقلالية القرار الاقتصادي الوطني.

وعليه، فإن عودة المصفاة للعمل تمثل محطة تحول فارقة تحمل دلالات اقتصادية وسياسية عميقة، وتؤكد أن الجنوب ماضياً في استعادة مؤسساته السيادية بإرادة وطنية مستقلة، فاتحاً الطريق نحو ترسيخ الاستقرار وبناء أسس التنمية المستدامة.