انقلاب 26 سبتمبر العسكري: أنتج هزيمة مصر1967 وأشعل حروب أهلية لـ 63 عاما

2025-09-25 19:40
انقلاب 26 سبتمبر العسكري: أنتج هزيمة مصر1967 وأشعل حروب أهلية لـ 63 عاما
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

نظرة نقدية على الانقلاب العسكري في صنعاء 1962 وآثاره الذي لم يكن ثورة بمعناها الحقيقي لأن للثورات شروطها ونتائجها الإيجابية عكس هذا الانقلاب الذي قاده مجموعة من العسكر الجهلة المتخلفين وسلط مشائخ قبائلهم الأجهل منهم". 

 

*- شبوة برس – خاص المحرر السياسي 

يثير الاحتفال بالانقلاب العسكري الذي وقع في صنعاء في 26 سبتمبر 1962، وإعلانه قيام الجمهورية العربية اليمنية، تساؤلات لدى بعض المحللين والمهتمين بالشأن التاريخي. يقوم هذا التقرير على تحليل الآراء التي ترى أن هذا الحدث كان له عواقب وخيمة على اليمن والأمة العربية بشكل عام، مستنداً إلى مجموعة من الحجج والنتائج التاريخية.

 

الافتراضات الأساسية للنقد:

1.    السياق التاريخي للحكم قبل الانقلاب: 

تفترض هذه الرؤية أن المملكة المتوكلية اليمنية، رغم أوضاعها الصعبة، كانت تسير على مسار مشابه للمملكة الأردنية الهاشمية أو سلطنة عُمان قبل عصر النهضة فيها. ففي عُمان، كانت مسقط لا تعرف الكهرباء بشكل واسع قبل عام 1970 ووصول السلطان قابوس إلى الحكم، الذي قاد عملية تنموية شاملة. بالمقارنة، يُفترض أن اليمن كان بإمكانه، في حال استمرار الحكم الملكي، أن يشهد تحولاً تنموياً مماثلاً ويحقق استقراراً طويل الأمد، بدلاً من الدخول في دوامة من الصراعات.

 

2.    النتائج المباشرة على اليمن: 

يرى النقد أن الانقلاب لم يجلب الاستقرار المنشود، بل على العكس، أدى إلى: 

حرب أهلية طويلة: اندلعت حرب أهلية بين الجمهوريين المدعومين من مصر والملكيين المدعومين من السعودية والأردن، استمرت حتى عام1970.. ولا تزال الحروب الأهلية مشتعلة لمدة 63 عاما حتى هذه الساعة.

 

   خسائر بشرية جسيمة:

نتج عن الحرب مقتل وتشويه مئات الآلاف من اليمنيين، مما خلف آثاراً اجتماعية واقتصادية طويلة الأمد.

   إعاقة التنمية:

 حُوصرت البلاد في صراعات السلطة والعسكرة، مما حال دون بناء مؤسسات دولة فعالة وأعاق أي تقدم على صعيد التعليم، الصحة، والاقتصاد، مما حافظ على مستويات عالية من الفقر والتخلف.

 

3. التداعيات الإقليمية الكبرى:

  تورط مصر وإضعافها: 

يعتبر التورط المصري في الحرب اليمنية أحد العوامل الرئيسية التي أضعفت مصر عسكرياً ومالياً قبل حرب 1967. فقد استنزفت الحرب موارد الجيش المصري وشتت تركيز قيادته، مما ساهم بشكل غير مباشر في الهزيمة التي منيت بها مصر في مواجهة إسرائيل.

   

توتير العلاقات العربية: 

خلقت الحرب في اليمن انقساماً عميقاً في الصف العربي، بين دول تدعم الجمهورية (كجمهورية مصر العربية) وأخرى تدعم الملكية في اليمن (كالمملكة العربية السعودية والأردن).

 

3.    التأثير على الجنوب (الجنوب العربي): 

تشير هذه النقطة إلى أن عدم الاستقرار الذي أعقب الانقلاب في الشمال كان له تأثير سلبي على الجنوب العربي، الذي كان على مقربة من الاستقلال من الاحتلال البريطاني وبناء دولة جنوبية مجنية فيدرالية. يفترض البعض أن مسار الجنوب العربي (الذي أصبح لاحقاً جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) كان يمكن أن يكون مختلفاً ومستقراً، وربما أكثر تنمية، لولا المناخ الإقليمي المضطرب الذي ساهم فيه انقلاب الشمال.

 

4.    نمط حكم العسكر:

يستند النقد إلى ملاحظة تاريخية مفادها أن حكم العسكر في العديد من البلدان العربية والعالمية نادراً ما يأتي بالاستقرار الدائم أو التنمية المستدامة، بل غالباً ما يؤدي إلى الحروب الأهلية وقمع الحريات وإهمال القطاعات المدنية.

 

بناءً على هذه التحليلات، يصل كاتب التقرير إلى سؤال مركزي: لماذا يتم الاحتفال بحدث (الانقلاب العسكري) يُنظر إليه على أنه كان نقطة بداية لسلسلة من النكبات؛ نكبة الحرب الأهلية في اليمن، ونكبة مساهمة في هزيمة 1967، ونكبة استمرار عدم الاستقرار الذي عاشته اليمن بأشكال مختلفة لأكثر من ستة عقود لاحقة؟ يرى أصحاب هذا الرأي أن الاحتفال يتجاهل الثمن البشري والتنموي الباهظ الذي دفعه اليمنيون والعرب، ويُعيد إنتاج ثقافة سياسية تمجّد الانقلابات العسكرية كحلّ على الرغم من سجلها التاريخي المليء بالصراعات والدماء".