سأظل مع الجنوب وشعبه حتى يحصل على عودة دولته
*- شبوة برس – أنور الرشيد
لا أعرف حقيقة لماذا البعض يستفزه ما أكتبه عن الجنوب وحريته وعودة دولته المختطفة من قِبل شبيحة الشمال الذين ينهبون ثرواته ويفقرون شعبه رغم أن اليوم بوجود هذه التقنية التي منحها لنا الله قبل الغرب لنعبر عن رأينا كل فيما يخصه ويراه متوافقا مع قناعاته، بها من الغث والسمين ما تنوء عن حمله الجمال.
مسألة تذكير المجتمعات والأنظمة الإقليمية والدولية بأن هناك مأساة تمارس على شعب الجنوب اعتبره واجبا إنسانيا وأخلاقيا لمحاولة رفع الظلم عنهم الذي جثم على صدورهم منذ عام 1990 تحت شعار الوحدة أو الموت، ولم تكن وحدة والموت فقط، وإنما كانت احتلالا أو الموت أو السرقة ونهب ثروات لا خيار آخر غير تلك الخيارات، هذه هي الحقيقة المنسية في الإقليم وفي المجتمع الدولي الكل صامت عنها ولم يعرها أي اهتمام.
اليوم الظروف اختلفت وباعتقادي أن المجتمع الإقليمي استشعر فداحة ترك الشمال يفترس الجنوب، وأنا شخصيا كتبت محذرا من ذلك عام 2006 ولكن مع الأسف لا حياة لمن تنادي، ودفعت دول الإقليم ثمنا باهظا لترك الشمال يستولي على الجنوب، والنتيجة كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من كارثية، لذلك وبعد وقوع الفأس بالرأس والتهاب ذلك الرأس حتى تغرغن من الفساد، انفجر الموقف الشمالي، وبدأت شظاياه تتناثر على المنطقة وأدخلتها بمتاهة كارثية إلى أن تم استيعاب حجمها، وبدأت المنطقة بالتحرك ولكنها انصدمت بمخلفات الفساد متجاهلين الرغبة الشعبية الجنوبية بعودة دولتهم، ولكني أعتقد اليوم بأنهم استوعبوا تلك الحقيقة على ما يبدو ويأتي ذلك الاستيعاب متأخرا خيرا من ألا يأتي.
اليوم الكرة بملعب دول الخليج بالذات السعودية والإمارات فلديكم فرصة تاريخية لا تعوض وترك الملف الجنوبي وعدم حسمه لصالح المجلس الانتقالي الذي رأينا كيف حظي باستقبال حافل في أروقة الأمم المتحدة والجامعات الأمريكية والأهم هو من يسيطر على الأرض عبر قواته الجنوبية العسكرية، ولم يتبق غير دفعكم للاعتراف بعودة دولة الجنوب لتتجنبوا المزيد من الخسائر في الأرواح والأموال ويكفيكم تجربة ما تسمى بالشرعية على مدى عشر سنوات تقريبا لم تقدم عشر ما قدمه الانتقالي بقيادة فخامة الرئيس عيدروس الزبيدي.
المرحلة تتطلب قرارا براغماتي من دول الخليج إذا كانت ترغب باستقرار منطقة الخليج في ظل تطورات استراتيجية تاريخية تقرع بها طبول حرب كل يوم يرتفع صوتها تحيط بدول الخليج ولا يضمن آحد كيف ستتغير بها خارطة المنطقة وكيف ستؤول بها التطورات طالما أنه لا يد لها بتلك التطورات وبعيدة عن صناعة مستقبله، إن المكاسب التي يمكن جنيها من عودة دولة الجنوب لصالح دول الخليج سيكون لنا عنها مقال آخر مفصل لنثبت بأن حسم ملف عودة دولة الجنوب خيار استراتيجي أمني اقتصادي لدول الخليج.
فهل تتخذ دول الخليج قرارا استراتيجيا تاريخيا بعودة دولة الجنوب؟
هذا ما آمله…