حلف قبائل حضرموت يهوي في غور سحيق

2025-09-26 21:59
حلف قبائل حضرموت يهوي في غور سحيق
شبوه برس - خـاص - المكلا

 

استقالة الناطق الرسمي للحلف تكشف المستور وتفجر الصراعات

*- شبوة برس – مصعب عيديد: خاص  حضرموت

يشهد حلف قبائل حضرموت مرحلة من أشد مراحله تعقيدا منذ تأسيسه حيث بدأت ملامح الانهيار تظهر إلى العلن بشكل متسارع ومفاجئ الأمر الذي أثار الكثير من الجدل في الأوساط السياسية والقبلية على حد سواء خاصة بعد إعلان الناطق الرسمي للحلف استقالته بشكل مفاجئ في خطوة اعتبرها الكثيرون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وكشفت ما كان مستورا لسنوات طويلة من الخلافات الداخلية والصراعات المكتومة بين قيادات الحلف التي كانت تحاول على الدوام إظهار صورة من التماسك والوحدة وقد جاءت استقالة الناطق الرسمي لتفتح الباب واسعا أمام التساؤلات والاتهامات المتبادلة حيث أشار في بيان مقتضب إلى أن أسباب الاستقالة تعود إلى ما وصفه بانحراف الحلف عن مساره الوطني والأخلاقي وتحوله إلى أداة صراع تخدم أطرافا معينة دون أخرى وهو ما اعتبره كثيرون دليلا واضحا على وجود صراعات داخلية عميقة كانت تغلي تحت السطح منذ وقت طويل ومع انتشار أنباء الاستقالة بدأت تتسرب معلومات من مصادر متعددة تؤكد وجود انقسامات حادة بين قيادات الصف الأول في الحلف تتعلق باتخاذ القرارات والتوجهات السياسية والعلاقة مع الأطراف الإقليمية والمحلية الفاعلة في الساحة الحضرمية واليمنية بشكل عام حيث يرى بعض القادة ضرورة تبني الحلف لمواقف أكثر حزما تجاه قضايا السيادة والموارد في حضرموت بينما يفضل آخرون اتباع نهج أكثر اعتدالا وتعاونا مع السلطات القائمة والأطراف الإقليمية المؤثرة

هذه التباينات في الرؤى والأهداف أدت إلى حالة من الشلل التنظيمي داخل الحلف حيث تعطلت الاجتماعات الدورية وتوقفت البيانات الرسمية ولم يعد هناك موقف موحد يعبر عن توجه الحلف كما هو معتاد مما دفع العديد من الشخصيات القبلية إلى إعلان تجميد عضويتها أو انسحابها الصامت تعبيرا عن رفضها لما وصفوه بالفوضى وغياب الرؤية ويخشى المراقبون أن تؤدي هذه الأزمة إلى تفكك الحلف بشكل نهائي خاصة في ظل تنامي الدعوات إلى إعادة تشكيله أو إنشاء كيان بديل يعبر عن تطلعات أبناء حضرموت بشكل أفضل وأكثر شفافية حيث يرى البعض أن الحلف قد استنفد أهدافه ولم يعد قادرا على مواكبة التحولات الجارية في المنطقة لا سيما مع تصاعد المطالب الشعبية بتحقيق قدر أكبر من الحكم المحلي والسيطرة على الموارد وفي ظل هذا المشهد الضبابي يتساءل الكثيرون عن مستقبل الحلف ودوره في المرحلة القادمة وهل سيتمكن من إعادة ترتيب صفوفه ومعالجة الانقسامات الداخلية أم أن استقالة الناطق الرسمي ستكون بداية النهاية لكيان كان في وقت من الأوقات يعبر عن صوت موحد لقبائل حضرموت

ومع غياب التوضيحات الرسمية من قبل قيادة الحلف بشأن الاستقالة وتداعياتها تبقى التكهنات والتسريبات هي المصدر الوحيد للمعلومة وهو ما يزيد من حالة الغموض ويعزز الشعور بفقدان الثقة لدى القواعد القبلية التي باتت تشعر أن ما يجري لا يعبر عنها بقدر ما يعبر عن صراع نفوذ بين أشخاص يبحثون عن مصالحهم الخاصة في النهاية يبدو أن حلف قبائل حضرموت يقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم فإما أن يختار طريق الإصلاح والمكاشفة ويعيد هيكلة نفسه وفق أسس جديدة تنبع من رغبة أبناء حضرموت الصادقة في التغيير والتمثيل الحقيقي أو أن يواصل السقوط في غور سحيق من الصراعات والاتهامات والتخبط حتى يختفي تماما من المشهد تاركا فراغا قد تملؤه قوى أخرى لا تعبر بالضرورة عن تطلعات الناس