*- مقدمة
في الوقت الذي تتزايد فيه المعاناة الإنسانية في غزة وفلسطين تحت وطأة العدوان الإسرائيلي، تبرز أصوات شجاعة من مواطني أوروبا والأمريكتين المسيحيين ترفض الصمت وتدين الجرائم المرتكبة بحق المدنيين. هذه المواقف النبيلة تمثل ضميراً إنسانياً حياً يتجاوز الانتماءات الدينية والثقافية ليعلو فوق الصمت المخزي للكثير من الحكومات والمجتمعات المسلمة.
*- مواقف نبيلة تتحدى الرواية الرسمية
شهدنا تزايداً ملحوظاً في التحركات الشعبية والمبادرات الفردية والجماعية من مسيحيي الغرب الذين:
- ينظمون مسيرات احتجاجية في عواصم أوروبية وأمريكية
- يوقعون عرائض تدين جرائم الحرب الإسرائيلية
- يشاركون في حملات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية
- يكتبون مقالات رأي في صحف مهمة تدين التمييز والعنف
- يقدمون الدعم المالي والإغاثي للضحايا
*- إدانة واضحة لجرائم الاحتلال
هذه الأصوات الشجاعة ترفض رواية الاحتلال الإسرائيلي وتكشف:
- استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين العزل
- تدمير البنى التحتية الحيوية والمستشفيات والمدارس
- سياسة التطهير العرقي الممنهج في فلسطين التاريخية
- انتهاك القانون الدولي والإنساني بشكل صارخ
- ممارسة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين
*- عدوان يتجاوز غزة إلى الأمة العربية والإسلامية
الوعي المتزايد لدى هذه القوى الغربية الشجاعة يدرك أن العدوان الإسرائيلي لا يقتصر على غزة بل:
- يستهدف السيادة العربية في سوريا ولبنان
- يهدد الأمن القومي المصري والأردني
- يزعزع استقرار المنطقة بأكملها
*- تخاذل مخيف من الدول والشعوب المسلمة
في المقابل، يواجه العالم الإسلامي انتقادات حادة بسبب:
- عجزه عن اتخاذ موقف موحد حازم
- انشغال بعض حكوماته بالصراعات الداخلية والتفاهات
- تهاون بعض الأنظمة العربية في مواجهة العدوان
- صمت العديد من المؤسسات الدينية الرسمية
- تراجع دور منظمة التعاون الإسلامي عن القيام بمسؤولياتها
*- خاتمة: نداء للضمير العالمي
تمثل هذه المواقف النبيلة من مسيحيي أوروبا والأمريكتين بارقة أمل في ظل الظلام الحالك، وهي تثبت أن الإنسانية تتجاوز الحدود الجغرافية والدينية. هذه الأصوات الشجاعة تستحق منا كل تقدير واحترام، كما تضعنا أمام مسؤولية أخلاقية للتساؤل: إذا كان غير المسلمين يتحركون بهذا المستوى من النبل والشجاعة، فأين نحن المسلمين من قضية إخواننا في فلسطين؟
إن تاريخنا سيسجل ليس فقط جرائم المحتل، بل سيحفظ أيضاً صفحات الصامتين المتخاذلين من أبناء جلدتنا، وسيكتب بأحرف من نور مواقف أولئك الأبطال من مسيحيي الغرب الذين وقفوا مع الحق والإنسانية في أحلك الظروف.