الإصلاح يستغل فوضى بن حبريش لإحياء نفوذه المهدد في حضرموت

2025-09-29 22:54
الإصلاح يستغل فوضى بن حبريش لإحياء نفوذه المهدد في حضرموت
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – مصعب عيديد

استغل حزب الإصلاح، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، حالة الفوضى التي أثارها عمرو بن حبريش ليستعيد نشاطه المتوقف منذ سنوات في مناطق ساحل ووادي حضرموت. فبعد فترة ركود طويلة، وجد الحزب في هذه الأجواء المشوشة فرصة لإعادة حضوره عبر أنشطة سياسية وإعلامية، كان أبرزها إقامة فعالية بمدينة سيئون احتفالًا بالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيسه، حيث حملت الخطابات المصاحبة لهذه الفعالية نبرة تحد وتهديد. وأعقبتها مباشرة مظاهرة نسائية في المكلا وُصفت بأنها محاولة استفزازية تستهدف القوى السياسية والمجتمعية الرافضة لوجود الحزب في حضرموت.

 

ويرى ناشطون من أبناء حضرموت أن ما يحدث اليوم هو نتيجة مباشرة للفوضى التي أشعلها بن حبريش في الساحل، الأمر الذي أتاح للإصلاح فرصة لإحياء نفسه بعد أن كان في حالة خمول وعزلة. وحذّر هؤلاء من استمرار هذا الوضع الذي يجري بدعم واضح من جماعة الإخوان المسلمين في مسعى لتوسيع نفوذهم في ساحل حضرموت والتغلغل عسكريًا عبر المنطقة العسكرية الأولى، وهو ما يمثل خطرًا حقيقيًا قد يفتح الباب مجددًا أمام عودة الإرهاب ويهيئ ثغرات لاختراق الحوثيين للمحافظة.

 

كما أكد الناشطون أن إصرار حزب الإصلاح على جر حضرموت إلى مربع الصراع لن يكون مقبولًا، فالمحافظة ولا سيما ساحلها تنعم بالأمن والاستقرار منذ تحريرها من تنظيم القاعدة في العام 2016، وأي محاولة للمغامرة بهذا الواقع تمثل لعبًا بالنار لا يمكن أن يتسامح معه أبناء حضرموت ولا نخبتهم المجتمعية والسياسية ولا القوى الوطنية الحضرمية التي تقف صفًا واحدًا لحماية أرضهم ومكتسباتهم.

 

ويشير متابعون إلى أن تحركات الإصلاح الأخيرة لا تأتي في سياق عمل سياسي طبيعي، بل هي جزء من مشروع أوسع يهدف إلى إعادة فرض الوصاية على حضرموت تحت غطاء شعارات دينية ووطنية براقة، بينما تخفي في حقيقتها أطماعًا قديمة في السيطرة على مقدرات المحافظة وثرواتها الحيوية. ويرون أن استدعاء الأدوات الفوضوية وتوظيف الحشود النسائية والشبابية في مظاهرات مفتعلة ما هو إلا محاولة لصناعة مشهد إعلامي يخدم سردية الحزب ويعطي انطباعًا زائفًا بوجود قاعدة جماهيرية مؤيدة له.

 

كما اعتبر ناشطون أن ما يجري محاولة لتصدير أزمة الإصلاح الداخلية إلى حضرموت، فالحزب يعيش تراجعًا في معظم الساحات التي كان يتمدد فيها، وفقدان نفوذه في مناطق كثيرة جعله يبحث عن موطئ قدم جديد يعيد عبره رسم حضوره، ومن هنا جاء اختياره لساحل حضرموت لما تتمتع به من موقع استراتيجي وثقل اقتصادي. لكن هذا الخيار يحمل مخاطر جسيمة لأنه يصطدم بإرادة مجتمع متماسك رافض لعودة الإخوان أو أي شكل من أشكال التسلط الخارجي.

 

ويؤكد أبناء حضرموت أن المحافظة ليست ساحة للتجارب ولا مسرحًا لتصفية الحسابات السياسية بين القوى المتصارعة على المستوى الوطني والإقليمي، فالأمن الذي تحقق بفضل تضحيات أبنائها لا يمكن التفريط به، والمكاسب التي تحققت منذ دحر القاعدة عام 2016 تمثل خطًا أحمر يلتف حوله الجميع. لذلك فإن أي محاولات للإخلال بهذا الاستقرار ستواجه بموقف حضرمي صلب يرفض الفوضى ويقطع الطريق أمام كل من يسعى لجر المحافظة إلى دوامة الصراع.

 

وفي ظل هذه التطورات، يتصاعد الوعي الشعبي في حضرموت بضرورة رص الصفوف وتعزيز دور النخب الوطنية والكيانات المجتمعية لمواجهة المخططات التي تستهدفهم، فالمعركة لم تعد عسكرية فقط بل هي معركة وعي وصمود ضد التضليل الإعلامي والمشاريع الهدامة التي يحاول الإخوان تمريرها تحت عناوين براقة. والحقيقة أن أبناء حضرموت بوعيهم وتجربتهم التاريخية قادرون على إفشال هذه المؤامرات والحفاظ على هويتهم وكرامتهم ومستقبل أرضهم.