معاودة حلف بن حبريش تشكيل ألوية جديدة بمثابة قنبلة مؤقته تهدد حضرموت

2025-09-30 16:44
معاودة حلف بن حبريش تشكيل ألوية جديدة بمثابة قنبلة مؤقته تهدد حضرموت
شبوه برس - خـاص - المكلا

 

*- شبوة برس – مصعب عيديد

الحلف القبلي الذي يقوده عمرو بن حبريش عاد اليوم ليكشف عن نواياه الحقيقية في تفخيخ المشهد الأمني والعسكري في حضرموت من خلال قرارات مفاجئة بإنشاء أربعة ألوية جديدة وتعيين قيادات لمعسكرات غير شرعية في خطوة خطيرة تحمل الكثير من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية ومصادر التمويل التي تقف خلفها

 

الأرقام التي خرجت إلى العلن تكشف حجم الإنفاق الهائل حيث يضم كل لواء ما يقارب ألف وخمسمائة فرد ليصل العدد الإجمالي إلى ستة آلاف وباحتساب رواتب تقدر بألف ريال سعودي للفرد تصل الكلفة الشهرية إلى ستة ملايين ريال دون احتساب تكاليف التغذية التي تقدر بثلاثة ملايين وستمائة ألف ريال شهريا ما يعني أن حجم الإنفاق السنوي يتجاوز مئة وخمسة عشر مليون ريال سعودي وهو رقم يثير الشكوك ويفتح باب التأويلات على مصراعيه حول مصادر الدعم والجهات التي تقف وراء هذا التوجه

 

المراقبون اعتبروا هذه التحركات تحديا مباشرا لمؤسسات الدولة والمنطقة العسكرية الثانية ومحاولة لفرض نفوذ مواز خارج إطار الشرعية الرسمية وهو ما يضع حضرموت أمام خطر الانزلاق إلى فوضى جديدة قائمة على عسكرة القبيلة وشرعنة الصراع الداخلي في المحافظة ويؤكد أن الحلف يسعى إلى تكوين سلطة أمر واقع على حساب الأمن والاستقرار ليضع الجميع أمام مشهد من التنازع القبلي والسياسي والعسكري الذي لن يخدم إلا مشاريع خارجية تبحث عن موطئ قدم في حضرموت وهذا المشروع الذي يتبناه حلف بن حبريش لا يمكن النظر إليه إلا كخطوة تصعيدية تهدف إلى زعزعة النسيج الاجتماعي الحضرمي وإرباك المشهد العام من خلال إقحام القبيلة في صراع النفوذ وإعطائها بعدا عسكريا يتجاوز دورها التقليدي في الإصلاح وحماية السلم الأهلي فمحاولة فرض معسكرات وألوية خارج إطار الدولة تعني بالضرورة فتح الباب أمام مراكز قوى متصارعة على الشرعية والقرار وإدخال المحافظة في دوامة لا نهاية لها من الفوضى

 

الخطير في الأمر أن هذه التحركات تأتي في وقت يعيش فيه الشارع الحضرمي حالة قلق من محاولات استنساخ نماذج مأساوية عاشتها مناطق أخرى مثل مأرب وشبوة حيث تحولت التشكيلات غير النظامية إلى أداة ابتزاز سياسي وميداني ووسيلة لإشعال النزاعات الداخلية وتكريس واقع المليشيات بديلا عن مؤسسات الدولة الشرعية فإن استمرار هذه المخططات سيضاعف من حالة الاحتقان الشعبي ويخلق بيئة خصبة للصراعات الداخلية ويهدد مصالح أبناء حضرموت الذين يبحثون عن الاستقرار والتنمية بعيدا عن عسكرة القبيلة وتوظيفها في مشاريع لا تمت بصلة لمصالحهم الحقيقية بل تخدم أجندات خارجية تسعى لإغراق المحافظة في صراع طويل الأمد يعيد إنتاج الفوضى ويقضي على أي فرصة للسلام والتنمية