بين أمطار الرياض واجتماع الرباعية.. هل آن أوان التغيير؟

2025-10-07 14:01

 

تتجه الأنظار هذه الأيام إلى الرياض التي تتهيأ لاستقبال أمطار الخير والبركة، في مشهدٍ يحمل في طياته بشائر الأمل وتجدد الحياة. وبينما تهطل الأمطار على أرض المملكة، تتجه أنظار اليمنيين أيضًا إلى اجتماع الرباعية الدولية مع مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الوزراء، في انتظار ما يمكن أن يسفر عنه هذا اللقاء من قراراتٍ مصيرية قد تُنهي مرحلةً طويلة من الفساد والمعاناة، وتفتح أبواب الأمل لمرحلةٍ جديدة تسودها الشفافية والإصلاح.

 

لقد ملّ المواطن من الانتظار، وذاق مرارة الظروف القاسية وتدهور الخدمات وغلاء المعيشة، حتى بات يبحث عن بصيص أمل يبدد ظلام الواقع الذي طال أمده. واليوم، يعلّق الناس آمالهم على هذا الاجتماع الحاسم، علّه يكون الاجتماع الفاصل بين مرحلة العبث والفساد ومرحلة البناء والإعمار.

 

نحن لا نطلب المستحيل، بل نطلب قراراتٍ جادة وملموسة تعيد الثقة إلى المواطن وتبرهن أن هناك نية حقيقية للإصلاح والتغيير.

نتمنى أن تكون هذه المرة مختلفة، وأن يُتخذ في هذا الاجتماع قرارات تخدم المواطن بشكل مباشر، في معاشه وخدماته وأمنه واستقراره، بعيدًا عن الوعود الفضفاضة التي اعتاد الناس سماعها دون أن يلمسوا أثرها على أرض الواقع.

 

كما نتمنى أن يتمخض هذا الاجتماع عن رؤية واضحة وشجاعة، تؤدي إلى تشكيل حكومتين:

 

حكومة تُعنى بتحرير اليمن ((((الشمال)))) من المليشيات والانقلاب والفوضى،

 

وحكومة تُعنى بإدارة الجنوب وتقديم الخدمات للمواطنين فيه، وتعمل على تحسين أوضاعهم المعيشية واستعادة مؤسسات الدولة وتمكين الأجهزة من أداء مهامها دون تعطيل أو تسييس.

 

 

إن أبناء الجنوب، الذين قدموا التضحيات ووقفوا صفًا واحدًا في وجه الإرهاب والعبث، يستحقون أن تُترجم تضحياتهم إلى تحسينٍ حقيقي في الخدمات والكهرباء والمياه والمرتبات، وأن يعيشوا بكرامة في وطنٍ آمنٍ مستقر.

 

نحن نؤمن أن الطريق ما زال طويلاً، لكن كل رحلة تبدأ بخطوة، وخطوة اليوم يجب أن تكون من الرياض، حيث تجتمع الإرادات الدولية والإقليمية مع القيادات اليمنية، لوضع حدٍ للفساد والعبث، وبداية مرحلة جديدة يشع فيها نور الأمل والتصحيح والبناء.

 

ولا يسعنا في الختام إلا أن نُعبّر عن شكرنا وتقديرنا للرباعية الدولية – المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية – على جهودها المستمرة في دعم الشعب اليمني والسعي لإحلال السلام والاستقرار.

ونأمل أن تواصل الرباعية دعمها بفعالية أكبر خلال هذه المرحلة الحساسة، من خلال الضغط باتجاه الإصلاح الحقيقي، ومكافحة الفساد، وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، وتمكين مؤسسات الدولة من القيام بدورها على أسسٍ من العدالة والنزاهة.

 

فاليمن اليوم بحاجة إلى وقفةٍ صادقة من أشقائه وأصدقائه، تُعيد له مكانته، وتعيد لشعبه ثقته بأن المستقبل لا يزال يحمل في طيّاته الأمل، وأن بعد الغيم الملبّد بالفساد، لا بد أن يشرق فجر العدالة والبناء من جديد.

 

*- اللهم اجعل كلامي هذا خالصًا لوجهك الكريم، واهدِ به ولاة أمورنا لما فيه خير العباد والبلاد، واصرف عن وطننا كل سوءٍ وبلاء.