*- شبوة برس – المحرر السياسي
في خضمّ السجال السياسي المحتدم، ومع تزايد الانتقادات الموجهة للمجلس الانتقالي الجنوبي، يبرز سؤال مصيري: أين يجب أن نقف؟ بين نقدنا المشروع للسلوكيات والأداء، وثباتنا على المبدأ الأساسي المتمثل في حق شعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة.
لا يخلو أي مشروع سياسي من الأخطاء والنقائص، والمجلس الانتقالي ليس استثناءً. فالنقد البناء والملاحظات الموضوعية ضرورة حيوية لتصحيح المسار وتحسين الأداء. لكن هذا النقد يجب أن يبقى في إطار الولاء للقضية الجنوبية، وألا يتحول إلى سلاح في أيدي أعدائها الذين يتربصون بها.
إن الحملات المسعورة التي يشنها بعض اليمنيين ومن تبعهم من الجنوبيين ضد المجلس الانتقالي، ليست سوى دليل واضح على أن المجلس يمثل بالفعل طموحات الشعب الجنوبي ويقف حائط صد أمام مشاريع الهيمنة والإلحاق. فلو كان الانتقالي ضعيفاً أو منحرفاً عن القضية الجنوبية، ما كان ليثير كل هذا العداء من أعداء الجنوب.
يجب أن نضع نصب أعيننا أن المجلس الانتقالي يمثل مؤسسة سياسية جنوبية جامعة، وليس مجرد مجموعة من الأشخاص. فالأشخاص يمكن أن يتغيروا، والأداء يمكن أن يتحسن، لكن الهدف الاستراتيجي المتمثل في استقلال الجنوب وإعادة دولته يجب أن يبقى ثابتاً وراسخاً.
إن التحديات الكبيرة التي تواجه القضية الجنوبية تتطلب وحدة الصف وتماسك النسيج الاجتماعي الجنوبي. ولا يمكن مواجهة مشاريع الإلحاق والتبعية إلا بوقوف جميع الجنوبيين، بروح نقدية بناءة، خلف مؤسستهم السياسية التي تمثلهم.
إن دعمنا للمجلس الانتقالي ليس دعمًا أعمى، بل هو وقفة مبدئية تجاه المؤسسة التي تمثل قضيتنا العادلة. فلنكن جميعاً سداً منيعاً في وجه محاولات النيل من قضيتنا، متحدين في الهدف، مختلفين في الآراء والرؤى، لأن استقلال الجنوب هو الغاية التي تعلو فوق كل اعتبار.
*- المحرر السياسي لـ "شبوة برس"