تشهد الساحة اللبنانية توترات متزايدة تهدد الاستقرار الداخلي، وسط مؤشرات على تدخلات خارجية تهدف إلى التأثير على التوازنات الطائفية والسياسية.
أظهرت تصريحات لمسؤولين حزبيين سابقين محاولات لإضعاف مواقع قيادات سياسية رئيسية، مثل سعي البعض إلى خلع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ما يضع الطائفة الشيعية أمام خيارات صعبة بين البقاء أو فقدان النفوذ السياسي. كما تشير تقارير إلى محاولات لتفعيل الحصار على "حزب الله" والضغط على الدولة لإخراج عناصر شيعية من المؤسسة العسكرية.
وتظهر السياسات الأميركية في المنطقة تركيزًا على المصالح الاقتصادية والجيوسياسية، مع غياب أي ضغوط واضحة على إسرائيل لوقف سياساتها العدوانية، ما يضع لبنان في مواجهة مخاطر تحويله إلى بيئة خاضعة لتأثيرات خارجية مباشرة، مع إمكانية تفكيك الخارطة السياسية إلى دويلات طائفية أو مناطقية.
ويشير الواقع إلى أن الجيش اللبناني يتعرض لضغوط خارجية لتعديل مواقفه تجاه إسرائيل، بما قد يضعه تحت تأثير سياسي غير لبناني، ويزيد من هشاشة الدولة اللبنانية أمام التدخلات الخارجية.
كما يبرز غياب دعم إقليمي ودولي فاعل للبنان، بعد فشل المبادرات العربية، مثل محاولة مصر بلورة تسوية متوازنة، بسبب رفض إسرائيل ومواقف السلطة السورية، في وقت تتزايد الدعوات التوراتية لبعض الأحزاب الإسرائيلية لتوسيع حدود إسرائيل لتشمل أجزاء من لبنان وسوريا، ما يزيد تعقيد الوضع الأمني والسياسي.
وفي هذا السياق، تبقى إيران طرفًا أساسيًا في أي مسار تفاوضي لضمان التوازن الإقليمي، لا سيما مع علاقة "حزب الله" بها، في حين تواجه جميع الطوائف اللبنانية خطر الانزلاق نحو أزمة شاملة تحت تأثيرات خارجية مباشرة، وسط تحذيرات من أن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى تصعيد شامل وغير محسوب النتائج.