المشهد يتكرر بطريقة تراجيدية، وقطع الشطرنج يتم ترتيبها بدقة، والمشهد الذي كان سائداً قبيل حرب 1994 يتم استحضاره بقوة في مشهد اليوم. وتبدو الأمور أكثر بعداً عن الحلول وأقرب منها إلى الحرب..
الحوثيون ومعهم كل الأطراف اليمنية يشنون حرباً نفسية على السعودية بتكليف من إسرائيل وأمريكا.. وحرباً لا هوادة فيها ومتعددة المجالات على الجنوب...
وهكذا تقول التجارب مع زعماء عصابات الإرهاب والتهريب والفساد العظيم التي تحكم اليمن وتحتل الجنوب: إنه مع قرب أي حلول أو تسويات، تقوم تلك العصابات بحرب لخلط الأوراق وتأجيل أمر الحسم بالحلول السلمية..
ومن هنا يمكن القول إن تلك العصابات باتت تدرك عجزها أمام حجة الجنوب القوية، وعجزها عن استعادة احتلاله بالقوة العسكرية.. لهذا فإن جهودها منصبة حالياً على استنساخ وإنتاج مكونات باسم الجنوب، وتحريره من أهله ومن مفوضيه، في عملية تهدف إلى إعادة احتلاله على أيدي أبنائه وبدعم من أعداء شعب الجنوب العربي الطامعين فيه، وفي ديمومة احتلالهم أرضه ونهب وسرقة ثرواته باسم "الوحدة المقبورة". ولهذا تتعاظم أعمال الإرهاب وفرض الحصار الجائر عليه. كما يستوجب إلغاء الشراكة مع زعماء تلك العصابات اليمنية.
الباحث/ علي محمد السليماني