هذا الوطن الذي ظل مريضا يعاني الويلات من صنوف الإحتلال وحد الشعب تحت كلمة واحدة أصبح كالجسد الواحد إذا مرض عضوا تداعى له سائر الجسد..
عندما قمع الإمن المركزي أبناء حضرموت ثارت الضالع وعندما قُمعت ردفان ثارت أبين وعندما قُمعت شبوة ثارت يافع..
فكل عضو في الجسد الجنوبي كان يتألم إذا مرض عضوا آخر ..
مالذي جرا اليوم تلك الوطنية غابت وتكاد أن تتلاشى ظهرت المناطقية والعنصرية على أوسع نطاق إذا حصلت مشكلة فردية لفرد خارج عن القانون حملوها منطقة ذلك الشخص..
حتى وصل بالبعض إلى الحقد والكراهية لمناطق كاملة بسبب تصرفات فردية..
بل ووصل الأمر إلى تحميل منطقة معينة كل مشاكل الجنوب بمافيها قطع المرتبات والكهربا..
ذاك المسئول الفاسد من الضالع إذن كل الضالع مجرمة..
ذاك الخارج عن القانون من أبين إذن أبين كلها خارجه عن القانون..
ذاك القبيلي قتل قبيلي آخر من شبوة إذن شبوة كلهم قتلة يقتلون بعضهم بعضا..
ذاك الحضرمي يهادن المنطقة الأولى إذن حضرموت كلها مهادنة لهم..
ذاك الصبيحي هرب ممنوعات إذن الصبيحة كلهم مهربين..
هذا الواقع الذي نعيشه للأسف غابت العقول وحضرت الحماقة ..
غاب الوعي الوطني وحضرت المناطقية والعنصرية..
غابت الأخلاق وحضرت السفاهة وقلة الأدب.
غاب الوازع الديني وحضر الجهل يهيى لفترة عصيبة قادمة من تاريخ الأمة الجنوبية يقودها الجهل إلى دركات الظلمات ..
بعد الوعي الذي كنا نشعر به صارالجهل والحمق والمناطقية واقعا نعيشه..
بعد الغيرة التي كان أبناء الجنوب يغار على بعضهم صار التلذذ بمصيبة بعضهم واقعا..
بعد المحبة صار الحقد واقعا..
بعد الايثار بالنفس حضر الحسد وصارت كل منطقة تتمنى زوال المنطقة الأخرى..
بعد الحرية دخلنا دهاليز عبودية الذات..
عبودية المناطقية..
عبودية القبيلة ..
عبودية الكراهية..
عبودية الحقد والحسد..
عبودية لدرجة أن البعض يتمنون عودة الحوثي ليفجر مساجدهم وينتهك حرماتهم أفضل له من أن يرى إبن المنطقة الأخرى ولو فداه بروحه..
فهل تعود الأمة الجنوبية إلى رشدها ويتحلون بالقيم الدينية والأخلاقية والوعي الوطني..
ويتحلون بالمحبة والإيثار بالنفس..
إنّي أرى تصرفات البعض قد تقودنا إلى ظلمات لايحمد عقباها وقد يحمل بعضهم السلاح لقتل بعضهم الآخر..
يا أمة بلاد اللبان السعيدة إرجعي إلى رشدكِ وحكمي العقل قبل التهور.
والعلم قبل الجهل..
والدين قبل الضلال..
فإني أرى الدهما قادمة فتن كقطع الليل يضرب بعضهم رقاب بعض ..
هذا بلاغ للعقلاء فإني مغادر الفتنة بغنيماتي إلى قمة جبل معتزلا مايحدث من حماقة وجهل وضلال..
فهل من متعظ..
محمد عكاشة..